اكتشف سحر «العيش الشمسي»: تراث صعيدي خالد وطريقة تحضيره المميزة

اكتشف سحر «العيش الشمسي»: تراث صعيدي خالد وطريقة تحضيره المميزة

يُعتبر العيش الشمسي رمزًا مميزًا للمائدة الصعيدية، ويمثل جزءًا أساسيًا من حياة أهل القرى في مختلف محافظات الصعيد، ورغم انتشار الأفران الحديثة، إلا أن السكان لا يزالون يفضلون الأفران البلدية المصنوعة من الطين لصنعه، حيث تحتفظ هذه الأفران بمكانتها الخاصة في المنازل.

تبدأ السيدات في التحضير لصناعة العيش الشمسي منذ ساعات المساء، حيث يقمن بإعداد الخميرة وخلطها بالماء والدقيق، ويتركنها لتتخمر طوال الليل، ومع بزوغ الفجر يبدأ العمل، حيث يتم إعداد العجين وتشكيله تمهيدًا لتسويته في “الفرن البلدي”.

تقول غايات نجيب: «نبدأ تجهيز الخميرة من الليل، ونتركها تختمر، وعندما تأتي الساعة 5 صباحًا، نبدأ العجن، نترك العجين ليهدأ قليلًا، ثم نقطعها كرات صغيرة ونفردها على المقارص، ونتركها تتشمس حتى تجف الطبقة العليا، بعد ذلك نقلبها ونشق العيش بإبرة خشبية ليكون جاهزًا للفرن».

وتكمل غايات أنهن بعد إعداد العجين وتقطيعه، تبدأ مرحلة تجهيز الفرن البلدي، حيث يتم إشعاله باستخدام الأوراق والأخشاب والمخلفات الزراعية، ويُترك حتى يصل إلى درجة الحرارة المناسبة، وبعد ذلك يتم مسحه بقماشة مبللة حتى لا يلتصق العيش أثناء التسوية، قائلة: «طعم العيش الذي يخرج من الفرن البلدي لا يُقارن بعيش الأفران الحديثة، له رائحة مميزة وطعم لذيذ».

وتضيف: «تعلمنا الخبز ونحن صغار من أمهاتنا وعماتنا، الأمر ليس سهلًا، لكنه مع التعود أصبح روتينًا يوميًا، تشارك فيه جميع سيدات البيت، نبدأ من الصباح الباكر وننتهي حوالي الظهر».

ورغم تطور الحياة ودخول الأفران الحديثة إلى العديد من المنازل، لا يزال الفرن البلدي حاضرًا بقوة في قرى الصعيد، فهو ليس مجرد وسيلة لطهي الخبز، بل يمثل رمزًا للهوية الريفية، وعنوانًا للبساطة والكرم والعمل الجماعي داخل الأسرة.