وزيرة البيئة تبحث مع مدير تحالف الطموح الرفيع لإعلان مناطق محمية جديدة في البحر الأبيض المتوسط

اجتمعت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع ريتا ماريا الزغلول، مدير أمانة تحالف الطموح الرفيع من أجل الطبيعة والشعوب، في إطار سلسلة من اللقاءات الثنائية التي تعقدها على هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3 المنعقد في مدينة نيس الفرنسية من 9 إلى 13 يونيو 2025.
تناول الاجتماع سبل التعاون بين التحالف ومصر، بالإضافة إلى ورشة العمل المتوسطية الحالية، وذلك في ضوء الدور القيادي لمصر في المنطقة، وضرورة تحقيق هدف إعلان 30٪ من الكوكب كمناطق محمية بحلول 2023.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الاجتماع إلى اختلاف طبيعة المتوسط بين آليات وأهداف دول الشمال والجنوب في إعلان المناطق المحمية، كما أوضحت طبيعة مصر التي تطل على البحرين الأحمر والمتوسط، حيث حظيت سواحل البحر الأحمر باهتمام كبير بسبب تنوعها البيولوجي والأنواع المختلفة والشعاب المرجانية.
وأوضحت وزيرة البيئة أن الدراسات أظهرت أن منطقة الشعاب المرجانية بساحل جنوب العقبة بمصر تعتبر من أكثر النقاط مرونة في مواجهة آثار تغير المناخ، وأطلق عليها العلماء اسم «نقطة الأمل»، مما دفع مصر لبذل جهد كبير خلال العامين الماضيين لتطوير دراسات حول طبيعة الأنواع في الشعاب المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر، بهدف إعلان الساحل بالكامل كمحمية بحلول نهاية العام، مما سيساهم في زيادة نسبة المحميات الطبيعية في مصر من 15٪ إلى 22٪.
وفيما يتعلق بإعلان مناطق محمية بحرية في المتوسط، أكدت وزيرة البيئة أنه يتم العمل بالتعاون مع الاتحاد الدولي للطبيعة، كما يتم تحديث قانون حماية الطبيعة، مشيرة إلى أن مصر تسعى لتغيير الفكرة السائدة بأن المحميات يجب أن تبقى مناطق غير قابلة للاستخدام، حيث بدأت الدولة في استخدام المناطق المحمية بشكل منظم، مما يسمح ببعض الأنشطة التي تدعم استدامة المحميات مثل السياحة البيئية، وفقًا لحساسية كل محمية، لتحقيق التناغم بين الناس والطبيعة.
وأكدت د. ياسمين فؤاد أن وزارة البيئة تمكنت من التوصل إلى توافق مع قطاع السياحة، الذي يعتبر الأكثر استخداماً للموارد الطبيعية، خاصة الشعاب المرجانية، حيث يشكل القطاع الخاص 98٪ منه، مما أدى إلى بناء علاقة من الثقة، فقد كانت وزارة البيئة داعمة للغواصين والصيادين الذين فقدوا وظائفهم خلال جائحة كورونا، وساعدتهم في إيجاد مصادر رزق جديدة من خلال عمليات تنظيف البحر الأحمر والمتوسط، مما جعلهم داعمين لجهود وزارة البيئة في مواجهة هجمات القرش من خلال المتابعة والرصد.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى جهود مصر في إعلان الموانئ الخضراء، بدءًا من تقييم ورصد الممارسات، وتدريب المسؤولين عن الموانئ، والتنسيق مع وزارة النقل لمساعدتهم على التوافق البيئي، ليتم بعد خمس سنوات إعلان مينائي دمياط وبورسعيد كموانئ خضراء.
وأكدت الوزيرة أن تجربة مصر في التنسيق بين الأطراف المختلفة وبناء علاقات قائمة على المصلحة المتبادلة، وخلق الروابط مع أجندة القطاعات الأخرى، تقدم للعالم نموذجًا حقيقيًا لتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.
من جانبها، أكدت ريتا ماريا أن التحالف يسعى لدعم تنفيذ هدف إعلان 30٪ من الكوكب كمناطق محمية بحلول 2030 من خلال تحديد الاحتياجات ومواطن الدعم المطلوبة، معربة عن تطلعها للاستفادة من دور مصر الفاعل ودعم جهودها في المنطقة، وحشد الزخم السياسي وسبل دعم منطقة المتوسط لاتخاذ إجراءات تنفيذية في هذا الشأن، ومشاركة الخبرات مع مصر ومشاركة تجربتها مع العالم، والاستفادة من الآلية التمويلية الصغيرة التي يقدمها التحالف للدول النامية والتي تتراوح بين 20 إلى 50 ألف دولار، وتخصيصها لتحقيق هدف 30 بحلول 2030.
وقد تم الاتفاق على التعاون المشترك في مجال إعلان مناطق محمية في المتوسط، خاصة في إطار خطة تحويل الساحل الشمالي إلى وجهة سياحية كبيرة، بالإضافة إلى الاستفادة من دعم التحالف لتحقيق هدف 30 بحلول 2030، وقدرته على ربط الدول الأعضاء بالعديد من الشركاء لتنفيذ ذلك.