هل تستطيع إيران الضغط على أمريكا للتفاوض من خلال تصعيد التوترات مع إسرائيل؟ تحليل سياسي يكشف التفاصيل

هل تستطيع إيران الضغط على أمريكا للتفاوض من خلال تصعيد التوترات مع إسرائيل؟ تحليل سياسي يكشف التفاصيل

في ظل التصعيد المتزايد بين الأطراف، ومع المستويات غير المسبوقة من التوتر العسكري، تكثر التساؤلات حول مستقبل المواجهة المفتوحة بين الطرفين، وما إذا كانت ستسفر عن حرب شاملة أم تفتح المجال لمفاوضات جديدة.

وأوضح المحلل السياسي طارق البرديسي أن ما يحدث من تصعيد متبادل بين إيران وإسرائيل يمثل مرحلة خطيرة في مسار المواجهة بين الجانبين، ولكنه قد يكون أيضًا تمهيدًا لحل دبلوماسي عبر التفاوض، خاصة إذا أدركت الأطراف أن الاستمرار في التصعيد لن يؤدي إلى نتائج حاسمة على الأرض.

وأكد البرديسي في تصريحات لـ«إقرأ نيوز» أن إسرائيل لم تكتفِ باستهداف مواقع إيرانية تقليدية، بل وسعت هجماتها لتشمل شخصيات بارزة مثل العلماء والضباط، في محاولة منها لتوجيه رسائل ردعية لإيران.

وبشأن ما إذا كانت إيران ستخوض حربًا مشابهة لتلك التي خاضتها ضد غزة، أوضح المحلل السياسي أن إيران ليست كغزة أو حزب الله، حيث أن هذه الأطراف غير دولية، بينما إيران دولة إقليمية قوية قادرة على امتصاص الضربات والرد بفاعلية، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني، الذي جاء بعد ساعات من الضربات الإسرائيلية، يحمل دلالة واضحة على قدرات طهران الهجومية، وذلك من خلال مئات الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، رغم وجود منظومات دفاعية إسرائيلية متطورة.

ورأى البرديسي أن «التصعيد بالتصعيد» ليس هو الحل، لكنه قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران، معتبرًا أن إسرائيل ليست سوى «الوكيل الحصري للولايات المتحدة في المنطقة»، كما أن حركات مثل حزب الله أو حماس تمثل «وكلاء إيران الإقليميين».

وفيما يتعلق بالمواقف الدولية، أشار البرديسي إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تدعم إسرائيل بشكل مباشر، بينما تحتفظ الصين وروسيا بعلاقات استراتيجية مع إيران، لكنهما لن تنخرطا في مواجهة مفتوحة مع واشنطن، مضيفًا أن «الدعم الصيني والروسي لإيران يأتي غالبًا في إطار غير رسمي، مثل الالتفاف على العقوبات أو توفير مساعدات غير معلنة».

وتابع أن الحل يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات، خاصة وأن المواجهات المستمرة تُنذر بتوسيع رقعة الصراع، وهو ما لا يصب في مصلحة أي طرف.

يذكر أن إيران أبلغت اليوم السبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بأنها ستوسع الهجمات على إسرائيل، وفقًا لما نقلته وكالة «مهر».

وقال الجيش الإيراني إن «إطلاقنا الصاروخي القادم سيكون بنحو 2000 صاروخ»، مضيفًا أن «هجماتنا الصاروخية على إسرائيل ستكون 20 ضعفًا من الهجمات السابقة».