
أعرب المهندس أحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، عن بدء مشروع ترميم واجهات العقارات القديمة والمتهالكة على كورنيش الإسكندرية، حيث ستبدأ المرحلة الأولى بـ30 عقاراً من العقارات الأكثر تضرراً، مما أسعد سكان الإسكندرية، خاصة أن العديد من هذه العقارات قديمة وتعاني من تأثيرات الطقس وأجواء الشتاء، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً للحفاظ عليها.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور هشام سعودي، نقيب المهندسين بالإسكندرية ورئيس اللجنة الدائمة لحصر المباني ذات الطراز المعماري المتميز، أن توجه المحافظة للحفاظ على التراث والمباني التاريخية يعد خطوة إيجابية، لاسيما أن من بين هذه العقارات المطلة على الكورنيش عقارات تراثية مسجلة في مجلد الحفاظ على التراث المعماري والمناطق ذات القيمة المتميزة بالإسكندرية.
وأشار سعودي، في حديثه لـ«إقرأ نيوز»، إلى أن الإسكندرية تحتوي على حوالي 1050 مبنى تراثياً، من بينها عقارات على الكورنيش، مما يستلزم الحفاظ عليها، خصوصاً بعد أن شهدت المدينة أعمال هدم عديدة للمباني التراثية والفيلات الأثرية بعد ثورة 25 يناير، حيث تعرضت المحافظة لخسائر فادحة في مبانٍ ذات قيمة تاريخية، مما ينذر بفقدان التراث العمراني والمعماري، خاصة بعد حذف أكثر من 50 مبنى وفيللا أثرية من مجلد التراث.
وأوضح أن هذا التوجه يعني ضرورة التدخل لحماية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن بعض هذه العقارات ذات قيمة، وترميم واجهاتها يأتي في إطار تعزيز الهوية البصرية للمحافظة.
من جانبه، قال الدكتور محمد حسين الحمامي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة بالإسكندرية، إن واجهات المئات من العقارات المطلة على الكورنيش، والتي تمتد بطول حوالي 21 كيلومتراً من ميامي والمندرة حتى غرب المدينة، تحتاج إلى تدخل عاجل من المحافظة لترميمها، حفاظاً على أرواح المواطنين والمارة.
وأضاف الحمامي، في تصريحاته لـ«إقرأ نيوز»، أن هناك تنوعاً في التوصيف الهندسي والفني للعقارات المطلة على الكورنيش، حيث تختلف حالة الواجهات بين شديدة التضرر ومتوسطة التضرر، وكل فئة تحتاج إلى أولوية في التعامل وفقاً لحالتها الإنشائية.
وأكد أن التعامل السريع مع واجهات عقارات الكورنيش يساهم في تجنب مخاطر كبيرة تتعلق بانهيارات العقارات أو أجزاء منها، كما أن هذه الأجزاء المتضررة تؤثر على عمر العقار، مشيراً إلى أن التدخل السريع يعزز الطابع التاريخي والتراثي للكورنيش، ويزيد من عمر العقار في مواجهة الملوحة والرطوبة المرتفعة.
كما أشار أبو العباس فرحات تركي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة، إلى أن ملف العقارات القديمة والمتهالكة يحتاج إلى إجراءات فنية وهندسية عاجلة، مؤكداً على أهمية دور الجهات المعنية في حماية العقارات المطلة على الكورنيش، والتي تعتبر معظمها تراثية تاريخية للمدينة، مثل الأمانة الفنية لحماية التراث والمحافظة والأحياء والشركات الهندسية.
وأضاف تركي، في تصريحاته لـ«إقرأ نيوز»، أن كورنيش الإسكندرية يضم المئات من العقارات التراثية التي يزيد عمرها عن 100 عام، مما يتطلب معالجة مختلفة للحفاظ على الطابع الأثري والتراثي للمدينة، مشيراً إلى أن البدء في ترميم 30 عقاراً شديد التضرر هو خطوة جيدة، لكن من الضروري الإسراع في تنفيذ الترميم للعقارات ذات الواجهات المتضررة، خاصة في ظل الاستعدادات لمواجهة التغيرات المناخية.
وشدد على ضرورة التخطيط والتنفيذ الجيد لمشروعات ترميم واجهات العقارات المطلة على الكورنيش، والدراسة الدقيقة للأعمال المقرر تنفيذها، بحيث تحقق هذه المشاريع الهدف المنشود من أعمال الترميم، وهو الحفاظ على الطابع المعماري وتحسين الرؤية البصرية للمنطقة لتكون جاذبة سياحياً.