البرلمان يتجنب التصعيد مع إيران: تحذيرات جبالي حول الأوضاع على الحدود مع غزة

البرلمان يتجنب التصعيد مع إيران: تحذيرات جبالي حول الأوضاع على الحدود مع غزة

ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة خلال الجلسة العامة للمجلس، اليوم الأحد، حيث تناول فيها الأزمات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، وركز على موقف البرلمان المصري من التصعيد الإقليمي، خاصة العدوان الإسرائيلي على إيران، بالإضافة إلى دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، كما وجه رسالة إلى رئيس الجمهورية.

وأشار المستشار الدكتور حنفي جبالي إلى أن منطقتنا تمر بظروف دقيقة وخطرة، حيث تتداخل الأزمات التي تهدد الأمن الإقليمي، وتضع شعوبنا أمام تحديات كبيرة، وأكد في بيانه أن مجلس النواب يعبر عن رفضه القاطع وإدانته الشديدة للعدوان العسكري غير المبرر الذي قامت به إسرائيل ضد الأراضي الإيرانية، وهو اعتداء سافر يضاف إلى قائمة طويلة من انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وخرق ميثاق الأمم المتحدة، وتجاهل كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وتابع قائلاً: إن هذا العدوان يمثل تصعيدًا خطيرًا، يهدف إلى إفشال كل جهد مخلص يسعى للوصول إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، خاصةً مسار “مسقط” التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة عمانية.

وأكد على منبر الأمة، أن الحلول لأزمات هذه المنطقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية، وأن استخدام السلاح وفرض السيطرة لن يحقق أمانًا حقيقيًا لأي دولة، وشدد على أهمية تناول الملف النووي الإيراني ضمن رؤية شاملة تعالج مخاوف انتشار الأسلحة النووية، من خلال الالتزام العالمي بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والسعي الجاد لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وأضاف المستشار الدكتور حنفي جبالي: إن مصر، بتاريخها العريق ودورها الثابت، لن تتخلف عن نصرة الحقوق الفلسطينية المشروعة، وستظل صوتًا قويًا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وما يمارسه من حصار وتجويع وعدوان ممنهج، وهو ما يتعارض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وأشار إلى أن مجلس النواب يؤكد أن الدولة المصرية تبذل جهودًا مضنيةً لإنهاء العدوان ورفع الحصار، لكنه في ذات الوقت يحذر من محاولات البعض لتنظيم مسيرات أو التوجه إلى المناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق أو الحصول على التصاريح القانونية اللازمة عبر القنوات الرسمية، وطبقًا للضوابط التنظيمية المعتمدة التي وضعتها الدولة المصرية لحماية أمنها القومي وضمان سلامة مواطنيها وزائريها، خاصةً في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة.

كما أكد رئيس المجلس على ضرورة توضيح أن مجلس النواب، وبكل وضوح، يوجه رسالة لكل من يحاولون التوجه بمسيرات صوب منطقة رفح الحدودية، ورغم أننا لا نشكك في نواياهم النبيلة، إلا أنه يجب على الجميع أن يدرك أن نصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب شعبها الصامد لا يتم إلا من خلال احترام سيادة مصر وقوانينها، وهو واجب لا يقبل الجدل أو التهاون.

واستطرد قائلاً: إنه من واجب الأمانة ومسؤولية الكلمة، ومن منطلق الثقة العميقة في قيادتنا السياسية، أوجه حديثي إلى فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بحديث يخرج من قلب رجل يعايش الواقع ويدرك تمامًا حجم المسؤولية الثقيلة التي تتحملونها يا فخامة الرئيس، في مرحلة دقيقة للغاية، تسير فيها مصر بخطىً واثقة نحو البناء، في حين تعصف بمحيطها رياح الفتن والأزمات.

وأضاف: لقد عرفناكم، يا فخامة الرئيس، قائدًا صلبًا يبني بيد ويحمي بالأخرى، تسير على درب الإنجاز في صمت الواثق، وحكمة من يدرك أن العمل الصادق أبلغ من كل قول، وأن الأمن القومي المصري لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال البذل والعطاء، ونراكم، يا فخامة الرئيس، وأنتم تتحملون عبء حماية مقدرات هذا الوطن، وسط تشابكات إقليمية ودولية معقدة، فلا يلين لكم عزم، ولا تهتز لكم إرادة، ولا تحيدون عن درب العزة والكرامة.

واختتم رئيس المجلس كلمته قائلاً: ومن مكاني هذا، لا أملك إلا أن أعلن أمام ممثلي الأمة أنني أرى فيكم دومًا القائد والأخ والسند لكل مصري، بما تمثلونه من صدق الانتماء وحرص على البذل والعطاء، كما أشد من أزركم بكل ما أوتيت من قوة، إيمانًا بهذا الوطن وحق أبنائه في مستقبل آمن، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها وأرضها، وأبقاكم فخامة الرئيس ذخراً لها وسنداً في معركة البناء والدفاع.