
أوضح الدكتور عمرو الشريف، القائم بأعمال عميد كلية هندسة بجامعة مصر للمعلوماتية، أهمية تشجيع الطلاب في مختلف مراحل التعليم على دراسة الرياضيات، حيث تلعب هذه المادة دورًا محوريًا في جميع جوانب الصناعات والخدمات والوظائف المستقبلية، وأشار إلى أن الرياضيات تعد أساس الخوارزميات وبرامج الحاسب، كما أنها تمثل قلب الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، وتطبيقاتهما المتنوعة، لذا فإن علم الرياضيات ليس بعيدًا عن حياتنا اليومية.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه في كل مرة نتواصل فيها مع الآخرين عبر الإنترنت، أو نحفظ بياناتنا في السحابة الإلكترونية، أو نعتمد على نظام ملاحة دقيق، فإن وراء هذه التكنولوجيا علماء يعملون على حماية بياناتنا من الضياع بدقة تعادل دقة الجراح، وأكد على أن مصر تمتلك قاعدة واسعة من علماء الرياضيات والمتخصصين في مجالاتها المختلفة، الذين يمكنهم إحداث فارق كبير في تعزيز تنافسية مصر واقتصادها، وهو أمر يجب البناء عليه من خلال تعريف النشء الصغير، خاصة الطلبة المقبلين على امتحانات الثانوية العامة، بإنجازات علمائنا ليكونوا قدوة لهم عند اختيار مساراتهم التعليمية ومجالات عملهم المستقبلية.
وأشار إلى أن جامعة مصر للمعلوماتية، من خلال كلية الهندسة، تحتفي بإنجازات العديد من أعضاء هيئة التدريس، مثل الدكتورة هالة زايد، أستاذة هندسة الحاسب وأمين لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات، التي نشرت أكثر من 120 بحثًا في مجالات متنوعة مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسب وتعليم الآلة، إضافة إلى الدكتور يسري حسن، أستاذ الرياضيات البحتة، والدكتور محمد إسماعيل، أستاذ الفيزياء، والدكتور رامي تقي الدين، أستاذ مساعد الرياضيات التطبيقية.
من جانبه، أوضح الدكتور رامي تقي الدين أن الرياضيات تلعب دورًا حيويًا في حماية الاتصالات المختلفة، بما في ذلك الرسائل الهاتفية، ومكالمات الفيديو، والصور، والملفات التي يتم تبادلها عبر شبكة الإنترنت، حيث تنتقل هذه البيانات بين المرسل والمستقبل بسرعة الضوء، ورغم ما تتعرض له من ضوضاء وتشويش أثناء انتقالها، تظل صورنا ومحادثاتنا وملفاتنا سليمة بفضل الرياضيات التطبيقية، وتحديدًا نظرية الترميز، وهو مجال تخصصي.
وأضاف أن الترميز هو علم ابتكرته الرياضيات لحماية البيانات من الأخطاء التي قد تحدث أثناء نقلها عبر قنوات مليئة بالضجيج والتشويش، مثل الإنترنت أو الأقمار الصناعية أو حتى في أنظمة التخزين السحابي، فكما نرتدي درعًا لحماية أجسامنا، نستخدم نظرية الترميز لحماية بياناتنا.
وكشف عن الانتهاء من مشروع بحثي بدأ في عام 2022، مع أحد رواد هذا المجال، وهو البروفيسور باتريك سولي، حيث نتج عن هذا التعاون نشر بحث مهم في فبراير الماضي في مجلة Applied and Computational Mathematics بعنوان: “Galois Hulls of Multi-Twisted Codes over Finite Fields”، حيث توصلنا إلى رموز رياضية ستساهم في تحسين كفاءة عمليات نقل البيانات إلكترونيًا وحمايتها من مخاطر التشويش التي قد تتعرض لها، مما يقلل من خطر فقدانها.
وأضاف أن هناك تعاونًا بين جامعة مصر للمعلوماتية وفرنسا في أبحاث أخرى ستفتح آفاقًا جديدة، حيث حصلنا على تمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF)، التي مولت مهمة علمية في فرنسا لمدة ستة أشهر، حيث تعاونت خلالها مع علماء فرنسيين بارزين مثل البروفيسور أندريه ليرواه والبروفيسور باتريك سولي، وقد أنجزنا دراستين علميتين تم رفعهما مؤخرًا على Arxiv.
وأشار إلى أن الرياضيات وتطبيقاتها في نظرية الترميز لها أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، خاصة في ثلاث مجالات رئيسية، وهي:
1- الاتصالات اللاسلكية: سواء كانت تتعلق بشبكات المحمول أو الواي فاي أو الأقمار الصناعية، فإن الرموز المستخدمة تضمن وصول البيانات سليمة حتى مع وجود تشويش أو ضعف في الإشارة
2- أمن المعلومات والتشفير: في عصر الهجمات السيبرانية، تساعد هذه الأكواد في بناء نظم تشفير أقوى، تحمي خصوصية المستخدمين وتؤمن الشبكات ضد محاولات الاختراق
3- التطبيقات الصناعية المختلفة: في الأنظمة الذكية المتصلة بنظام تحكم آلي، والتي تظهر في العديد من المجالات الحديثة مثل السيارات ذاتية القيادة، حيث يتم تبادل ملايين البيانات في الثانية، لذلك فإن استخدام الرموز في نقل تلك البيانات أمر بالغ الأهمية، لأنه يمنع الأخطاء التي قد تؤدي إلى كوارث.