في اليوم العالمي للتصلب المتعدد: خبراء يحذرون من تزايد الإصابات بين الشباب ويستعرضون أحدث العلاجات الداعمة للمرضى

شارك مجموعة من الأطباء والمتخصصين مع جمعية رعاية مرضى التصلب المتعدد الـ(MS) في احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لرعاية مرضى التصلب المتعدد، حيث أكدوا على أهمية التوعية المبكرة، التشخيص السريع، وتقديم الدعم النفسي والطبي للمرضى.
وأوضح الدكتور ماجد عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة القاهرة ورئيس شعبة التصلب المتعدد بالجمعية المصرية للأمراض العصبية، أن هذا المرض يصيب الفئة العمرية بين 20 إلى 40 عامًا بشكل أكبر، مما يجعله تحديًا صحيًا كبيرًا للشباب، وقال في تصريحات صحفية: «التصلب المتعدد هو مرض يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تآكل المادة البيضاء (الميالين) التي تغلف الأعصاب، ويتسبب في أعراض متنوعة مثل ضعف البصر، اضطرابات الحركة، وصعوبات في الاتزان والإحساس»
وشدد «عبدالنصير» على ضرورة التوجه للطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض، خاصة إذا استمرت لأكثر من 24 ساعة، مؤكدًا أن التشخيص المبكر عبر التصوير بالرنين المغناطيسي يلعب دورًا حاسمًا في السيطرة على المرض، مضيفًا: «رغم أن التصلب المتعدد مرض مزمن، إلا أن العلاج المستمر والدعم النفسي يمكن أن يحسّنوا جودة حياة المريض بشكل كبير»
ومن جانبها، أكدت الدكتورة نشوى ربيع، رئيس جمعية «رعاية» لمرضى التصلب المتعدد، على أهمية التوعية المجتمعية بالمرض، مشيرة إلى أن تأخر التشخيص قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وقالت: «التصلب المتعدد يؤثر على المخ والحبل الشوكي، وقد يتسبب في ضعف الرؤية، مشاكل بالأطراف، أو تنميل مستمر، لذا فإن التشخيص المبكر ضروري لتجنب المضاعفات الخطيرة»
وكشفت الدكتورة نشوى ربيع عن تجربتها الشخصية مع المرض منذ سن الـ 14، مؤكدة أن الدعم النفسي هو العامل الأهم لمساعدة المرضى على التعايش مع التحديات اليومية، مضيفة: «مع توفر العلاجات الحديثة في مصر، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية إذا التزم بالعلاج وحصل على الدعم المعنوي المناسب»
بدورها، أشارت الدكتورة دينا زمزم، أستاذة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس واستشاري وحدة التصلب المتعدد، إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض في مصر، لافتة إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، وشرحت قائلة: «المرض يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تلف المادة البيضاء، وتظهر الأعراض في صورة ضعف بالرؤية، تنميل، أو حتى مشكلات في التحكم بالإخراج»
وحذرت زمزم من التأخر في العلاج، موضحة أن الهجمات المتكررة قد تسبب أضرارًا دائمة بالجهاز العصبي، كما نفت بعض المفاهيم الخاطئة قائلة: «التصلب المتعدد ليس مرضًا معديًا، ولا يمنع الإنجاب، وهذه المعلومات المغلوطة تزيد من معاناة المرضى»
وفي إطار الجهود المبذولة لمواجهة المرض، أكد الدكتور إبرام وجيه، مدير عام شركة إيفا فارما بمصر، على التزام الشركة بتوفير أحدث العلاجات للمرضى في مصر، وقال: «نعمل على توفير الأدوية اللازمة لتخفيف الأعراض، وكذلك بنشر الوعي المجتمعي بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الصحية مثل جمعية (رعاية)»، مؤكدًا حرص الشركة على تعميق التصنيع المحلي في مختلف المجالات، في ضوء خطة الدولة للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»
وأضاف أن الشركة تدرك أهمية الدعم الشامل للمرضى، سواء من الناحية الطبية أو النفسية، وأن التعاون مع الجهات المعنية يسهم في تحسين حياة المصابين.