خلوة الرحمة للفتيات في حلايب: منارة علم وقرآن وسط رمال البحر الأحمر

خلوة الرحمة للفتيات في حلايب: منارة علم وقرآن وسط رمال البحر الأحمر

في أجواء روحانية ساحرة بمدينة حلايب الواقعة جنوب البحر الأحمر، وضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الأوقاف، أقيمت خلوة «الرحمة» للفتيات، التي تُعتبر واحدة من أبرز المحطات التعليمية المؤثرة في المنطقة، حيث اجتمعت الفتيات على رمال الخلوة في حلقة نورانية لتحفيظ كتاب الله، وتعليم النفس قيم الإيمان والتقوى باستخدام الألواح والدواة.

تُعد خلوة «الرحمة» منارة لحفظ القرآن في أقصى جنوب مصر، حيث تستقبل يوميًا عشرات الفتيات في جلسات تحفيظ وتدبر تُعقد في ظروف بسيطة وإمكانات محدودة، فيجلس الأطفال الناشئون على الرمال طلبًا للعلم وحبًا في القرآن الكريم، في مشهد يعكس عمق الإيمان والانتماء الروحي
وخلال الزيارة التي قامت بها واعظات القافلة، تم اللقاء بالفتيات في جلسة إيمانية وتربوية مؤثرة، تنوعت فقراتها بين كلمات وعظية ومجالس تعليمية مبسطة تناسب مختلف الفئات العمرية، حيث تم التطرق إلى فضائل القرآن وأهمية اتباع هديه في الحياة
وقد انقسم اللقاء إلى قسمين، الأول للأطفال الصغار حيث تم توزيع نسخ من جزء عمّ ومجلة الفردوس عليهم، وإقامة مقرأة بسيطة تهدف إلى تحبيبهم في كتاب الله بأسلوب مرح وتربوي، أما القسم الثاني فكان للفتيات الأكبر سنًا، حيث تم تناول موضوعات تهم حياتهن اليومية مثل الطهارة، وخطورة الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وطاعة الوالدين، واختيار الصديقات، والسعي وراء طلب العلم والعمل الشريف
وأعرب عدد من الواعظات عن إعجابهن بما لمسنه من وعي ديني عميق لدى الفتيات، ومستوى متميز في حفظ القرآن الكريم، مؤكدات أن خلوة الرحمة تُعتبر نموذجًا يُحتذى به في ترسيخ القيم الدينية والتربوية في المناطق الحدودية، رغم ضعف الإمكانات وصعوبة البيئة المحيطة
وفي سياق متصل، قامت مجموعة أخرى من عضوات القافلة بزيارة مشغل المنتجات اليدوية للنساء بحلايب، حيث التقت بعدد من السيدات، ودار حوار موسع حول دور المرأة في المجتمع، وأهمية الحرف اليدوية كوسيلة شريفة للكسب والتمكين، بالإضافة إلى تقديم كلمات تربوية مشجعة تناولت مكانة العمل والإنتاج في الإسلام.

وتأتي هذه الجهود في إطار خطة وزارة الأوقاف لترسيخ الفكر الوسطي، وتعزيز حضورها الدعوي والتربوي في المناطق النائية، من خلال التفاعل المباشر مع المجتمع، ودعم النماذج الناجحة التي تجمع بين الالتزام الديني والعمل المجتمعي البنّاء، بما يعزز مناعة فكرية وتربوية في مواجهة التحديات والأفكار المغلوطة التي قد تتسلل إلى النشء في غياب الوعي.