
في ظل الصدمة التي عاشها أهالي سويف بسبب واقعة الرسوب الجماعي في مدرسة «حميدة أبوالحسن» الإعدادية التابعة لإدارة الواسطى التعليمية شمال بني سويف، حيث لم تنجُ سوى طالبة واحدة من بين 60 طالبًا وطالبة، اتخذت المحافظة خطوات حاسمة بدأت بمحاسبة الإدارة وانتهت بمكافأة اللجان.
وحسب مصدر مطلع في مديرية التربية والتعليم، فقد أصدر الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، توجيهاته بصرف مكافأة لرئيسي لجنتي الامتحانات بمدرستي «سيد عبدالحفيظ» للبنين و«أبوصير الإعدادية» للبنات، اللتين أدّى فيهما طلاب «حميدة أبوالحسن» امتحانات الشهادة الإعدادية، وذلك تقديرًا للانضباط الملحوظ داخل اللجنتين وتطبيق قواعد مكافحة الغش بحزم.
وأشار المصدر إلى أن الطلاب أدوا الامتحانات تحت رقابة مشددة، داخل لجان مشتركة مع طلاب مدارس أخرى مثل «الشهيد عبدالرحمن البنا»، الذين حققوا نتائج جيدة، مما يؤكد أن الأجواء الامتحانية لم تكن هي السبب في تدني النتائج، بل تكشف عن التقصير التعليمي المتراكم داخل المدرسة.
وأكدت التقارير أن إدارة المدرسة أخفقت في مواجهة مشكلات الغياب والإهمال، ولم تتخذ الإجراءات التربوية اللازمة لرفع مستوى الطلاب، مما أدى إلى تراجع واضح في تحصيلهم العلمي، والذي لم يُكشف إلا بعد مواجهة لجان امتحانية صارمة.
بناءً على ذلك، قرر المحافظ إعفاء إدارة المدرسة بالكامل من مهامها، ووجه وكيلة الوزارة بإحالة مدير ووكيل إدارة الواسطى التعليمية للتحقيق العاجل، واصفًا ما حدث بأنه نتيجة مباشرة لسوء الأداء الإداري والتربوي، كما أمر بتشكيل لجنة فنية لفحص أوراق الإجابات وإعداد دراسة كاملة عن أسباب تدهور مستوى المدرسة، مع تنظيم لقاء موسع يضم ممثلين عن أولياء الأمور والتعليم والطلاب لطرح حلول واقعية خلال الأيام المقبلة.
في خضم هذه الأزمة، برز اسم الطالبة «مي سعيد فوزي» التي كانت الوحيدة التي نجحت بمجموع 157.5 درجة، حيث قالت في تصريحات خاصة لـ«إقرأ نيوز»: «كنت أذهب إلى المدرسة كل يوم، وأحيانًا كنت أجلس لوحدي في الفصل، لكن لم أكمل دروس خصوصية إلا في 4 مواد، وكنت أذاكر بمفردي».
وأوضحت أنها حصلت في التيرم الأول على 76.5 درجة، وفي الثاني على 81 درجة، لكنها عبرت عن شكوكها في درجات بعض المواد قائلة: «أشعر أن درجتي ناقصة، لكني خائفة من التظلم لأن صديقتي فعلت ذلك ونقصت درجاتها».
وأشادت الطالبة بقرارات المحافظ قائلة: «من الجيد أنهم أقالوا الإدارة، كنا نكذب على الموجهين ونقول إن المدرسين يشرحون، رغم أن الطلبة كانت تتغيب، أنا حزينة على زملائي» واختتمت حديثها برسالة أمل قائلة: «كنت أتمنى دخول ثانوي عام، لكني سأدخل تجاري وسأبذل جهدي لدخول كلية إن شاء الله».