
في عالم تتزايد فيه المخاطر النووية والتهديدات الأمنية العابرة للحدود، تحتفظ الولايات المتحدة الأميركية بسلاح فريد من نوعه، لا يُرى كثيرًا لكنه حاضر بقوة في حسابات الطوارئ الكبرى، إنها طائرة “يوم القيامة” E-4B، الطائرة التي صُممت لتكون مركز القيادة الأخير في حال اندلاع حرب نووية شاملة، أو وقوع كارثة تهدد استمرار عمل المؤسسات الحكومية على الأرض.
طائرة لا تعرف المستحيل
طائرة يوم القيامة، أو كما تُعرف رسميًا باسم E-4B Nightwatch، هي طائرة عسكرية فائقة التجهيز، مبنية على طراز بوينغ 747-200، لكن بتعديلات ضخمة تجعلها قادرة على التحليق لآلاف الكيلومترات كقيادة جوية متكاملة، وقد دخلت الخدمة في سبعينيات القرن الماضي، وتطورت بمرور الوقت لتكون “الملجأ الجوي” للرئيس الأميركي وقيادات البنتاغون في حالة اندلاع أي أزمة وجودية.
مركز قيادة في السماء
تعمل هذه الطائرة كمركز قيادة وتحكم طائر، مُخصص لإدارة شؤون الدولة في حالة انهيار البنية التحتية الأرضية، وهي مجهزة للتواصل مع القوات النووية الأميركية والغواصات والصواريخ العابرة للقارات من أي مكان في العالم، حتى في حال انقطاع الاتصالات الأرضية.
تحتوي الطائرة على أكثر من 67 هوائيًا وطبق اتصالات، ما يمكنها من الاتصال بكافة الوحدات العسكرية والقوات الاستراتيجية، إضافة إلى نظام تشفير متقدم يحميها من أي اختراق إلكتروني.
مزايا استثنائية للطائرة
ما يجعل طائرة E-4B مختلفة عن غيرها من الطائرات هو مستوى الحماية والجاهزية القصوى:
- مضادة للانفجارات النووية والنبضات الكهرومغناطيسية التي قد تدمر الأنظمة الإلكترونية.
- مجهزة بأنظمة مقاومة للهجمات السيبرانية وتعطيل الأقمار الصناعية.
- يمكنها الطيران لمسافة تتجاوز 7000 ميل (أكثر من 11 ألف كيلومتر) دون توقف.
- مزودة بإمكانية التزود بالوقود جوًا، ما يسمح لها بالبقاء في الأجواء لعدة أيام.
- تتسع لطاقم يزيد عن 100 شخص بين قيادات عسكرية، فنيين، محللي معلومات، وضباط اتصالات.
متى تُستخدم؟
لا تُستخدم طائرة “يوم القيامة” في الظروف العادية، لكنها تبقى في حالة تأهب دائم، وتُجري رحلات تدريبية بشكل منتظم طوال العام لضمان جاهزيتها، وفي أوقات الأزمات أو التهديدات النووية، قد تُحلّق في سماء الولايات المتحدة أو في مناطق محددة كإجراء احترازي لحماية القيادة العليا وتأمين استمرارية الدولة.