
في أجواء يملؤها الترقب الروحي والبُعد الديني، يتطلع المغاربة إلى حلول السنة الهجرية الجديدة 1447 هـ، والتي يُرتقب، حسب الحسابات الفلكية الدقيقة، أن تصادف يوم الجمعة 27 يونيو 2025، وفق ما أكده المهندس في علوم الفلك والتوقيت، علي عمراوي، يأتي هذا التوقع في إطار استعدادات فلكية لاستطلاع هلال شهر محرم، إيذانًا ببدء عام هجري جديد يكتسي رمزية دينية وتاريخية عميقة.
الحسابات الفلكية تحسم مبكرًا
بحسب ما صرح به عمراوي، فإن رؤية هلال محرم ستكون ممكنة وواضحة مساء يوم الخميس 26 يونيو 2025، الذي يوافق 29 من شهر ذي الحجة 1446 هـ، ويُنتظر أن تؤكد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رسميًا هذا الموعد عبر بلاغ تقليدي يُصدر مساء ذات اليوم، بعد التحقق من الرؤية الشرعية في مختلف ربوع المملكة.
وأكد عمراوي أن توقعه مبني على أساس علمي دقيق، قائم على الحسابات الفلكية المرتبطة بموقع الهلال وزاويته وموقع الشمس والقمر، وهي معايير يتم اعتمادها في معظم الدول الإسلامية لتحديد بدايات الشهور الهجرية.
فاتح محرم أكثر من مجرد بداية شهر
يمثل فاتح محرم أول أيام التقويم الهجري الذي بدأ مع هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وتُعد هذه المناسبة فرصة للتأمل في معاني الهجرة النبوية، وتجديد النية والتفاؤل بمستقبل أفضل، كما يُستحضر خلالها التاريخ الإسلامي وتُقام فيها الأدعية والابتهالات الدينية في مختلف المساجد.
ويُعرف شهر محرم كذلك بكونه من الأشهر الحُرم، التي تحظى بمكانة خاصة في الدين الإسلامي، وتشهد تزايدًا في المظاهر التعبدية مثل الصيام والدعاء، خصوصًا في يوم عاشوراء، الذي يأتي في اليوم العاشر من الشهر.
انتظار البلاغ الرسمي يبقى الفيصل
رغم وضوح الحسابات الفلكية، فإن المغرب، مثل باقي الدول الإسلامية التي تعتمد الرؤية الشرعية، لن يعلن رسميًا بداية العام الهجري الجديد إلا بعد مراقبة الهلال مساء الخميس، وستصدر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بيانًا تُحدد فيه ما إذا كان الجمعة هو أول أيام محرم، أو أن الرؤية تعذّرت ويكون السبت هو بداية الشهر.
ويبقى للمغاربة أن يترقبوا هذا الإعلان كما جرت العادة، في مشهد روحاني تتداخل فيه التقاليد الدينية والعلمية، بين الحساب الفلكي الدقيق والتثبّت الشرعي من خلال أعين الراصدين المنتشرين في كل مناطق المملكة.