تشهد السوق المالية الجزائرية اليوم حالة من الترقب في ظل تباين أسعار صرف العملات الأجنبية، وعلى رأسها اليورو، إضافة إلى تذبذب أسعار الذهب في السوق المحلي، ويأتي هذا التحرك في وقت يعيش فيه الاقتصاد الوطني ضغوطات مستمرة مرتبطة بالطلب المتزايد على النقد الأجنبي، وسط توقعات بزيادة المضاربات مع اقتراب موسم العطل والسفر.
أسعار صرف اليورو اليوم
واصل اليورو ارتفاعه في السوق الموازية (السوداء) حيث بلغ سعر صرفه ما بين 250 إلى 260 دينارًا جزائريًا لكل يورو، وهو ما يعني أن 100 يورو تُباع بنحو 25,000 إلى 26,000 دينار، ويأتي هذا الارتفاع نتيجة الطلب المرتفع على العملة الأوروبية، خاصة من طرف المسافرين والمستوردين الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم عبر السوق الرسمية.
في المقابل، لا يزال سعر صرف اليورو في السوق الرسمية، حسب نشرات بنك الجزائر، مستقراً عند مستوى 149.54 دينارًا لليورو الواحد. هذا التفاوت الكبير بين السعر الرسمي والموازي يعكس استمرار اختلالات السوق وهيمنة السوق غير النظامية على التعاملات النقدية في البلاد.
أسعار الذهب في السوق المحلي
أما على صعيد المعادن الثمينة، فقد شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا مقارنة بالأيام الماضية، حيث سجل غرام الذهب من عيار 24 نحو 14,181 دينارًا جزائريًا، بينما بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 حوالي 12,408 دينارًا، وهو العيار الأكثر تداولًا في الأسواق. أما عيار 18 فقد بلغ حوالي 10,636 دينارًا للغرام.
ويُعزى هذا التراجع النسبي في أسعار الذهب إلى انخفاض طفيف في الأسعار العالمية، فضلًا عن حالة الركود النسبي في السوق المحلي بسبب تراجع القدرة الشرائية، وهو ما يدفع العديد من التجار إلى تثبيت الأسعار أو خفضها لجذب المشترين.
تأثيرات محتملة وتحركات متوقعة
المؤشرات الحالية تعكس استمرار التحديات التي تواجه السوق النقدية الجزائرية، خصوصًا في ما يتعلق بالفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للعملات الأجنبية، وفي الوقت نفسه، تبقى أسعار الذهب مرتبطة بتقلبات السوق العالمية، لكنها تتأثر أيضًا بمستوى السيولة والطلب المحلي، الذي يبقى محدودًا بفعل الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة.
أسعار صرف العملات الأجنبية
وفي ظل هذه المعطيات، يُتوقع أن تبقى أسعار صرف العملات الأجنبية عند مستويات مرتفعة نسبيًا في السوق الموازية ما لم تتدخل السلطات بإجراءات اقتصادية عاجلة لتوفير النقد الأجنبي عبر القنوات الرسمية، أما أسعار الذهب، فقد تستمر في التذبذب خلال الأيام المقبلة، تبعًا لتحركات الدولار عالميًا وسعر الأوقية في البورصات الدولية.