
يواصل سعر صرف الدولار الأمريكي تسجيل مستويات مرتفعة في السوق المحلية، حيث سجّل اليوم السبت، الموافق 21 يونيو 2025، 2709 ريالات يمنية للشراء و2716 ريالاً للبيع في كل من العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت، وسط استمرار تدهور العملة الوطنية وغياب أي تدخلات فعالة من السلطات النقدية.
استقرار عند مستويات مرتفعة
وعلى الرغم من أن الأرقام لم تشهد تغيرًا كبيرًا عن الأيام الماضية، إلا أن الاستقرار الحالي عند مستويات مرتفعة يُعد مقلقًا اقتصاديًا، خصوصًا في ظل مؤشرات تفاقم الأزمة المالية والنقدية، ويؤكد مراقبون أن هذا الثبات هو استقرار “على حافة الخطر”، ويعكس هشاشة السياسات الاقتصادية في مناطق الشرعية.
غياب الدور المركزي
يرى خبراء اقتصاديون أن أحد أبرز أسباب استمرار الانهيار هو الغياب شبه الكامل لدور البنك المركزي اليمني، وفشله في تنفيذ إصلاحات نقدية حقيقية، إلى جانب انعدام أدوات السياسة المالية التي من شأنها ضبط سوق العملات وتقليل المضاربات.
كما فشلت الإجراءات الحكومية في السيطرة على الفجوة بين السعر الرسمي والسوق السوداء، ما أدى إلى تعميق الفجوة بين القوة الشرائية للمواطن والأسعار الواقعية للسلع والخدمات.
المواطن بين نار الأسعار وانقطاع الدخل
الواقع الاقتصادي المتدهور ألحق أضرارًا مباشرة بالمواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، في ظل استمرار انقطاع المرتبات في العديد من القطاعات الحكومية، وتضاعف أسعار السلع الأساسية المرتبطة بالدولار، من غذاء ودواء ومواصلات، حيث باتت الحياة اليومية في عدن وحضرموت عبئًا ثقيلًا على الأسر اليمنية.
لا حلول في الأفق القريب
ورغم الأصوات المتكررة المطالبة بتدخلات سريعة من قبل الحكومة الشرعية والبنك المركزي، إلا أن غياب رؤية واضحة وعدم توفر الدعم الدولي الكافي يجعلان من أي حديث عن تعافٍ اقتصادي قريب أمرًا بعيد المنال.
سعر صرف الدولار
يبقى سعر صرف الدولار المرتفع بمثابة مؤشر صارخ على هشاشة الوضع المالي في اليمن، وانعكاسًا مباشرًا لفشل السياسات النقدية والاقتصادية المتبعة، وبينما يتكبد المواطن البسيط الثمن، تظل الحاجة ماسة لتدخل اقتصادي عاجل، يعيد بعض التوازن إلى السوق ويضع حدًا للنزيف المستمر لقيمة الريال.