
كشف الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن أن الكثيرين لا يعرفون أن الاسم الحقيقي للإمام أبي حنيفة هو النعمان بن ثابت، ورغم ذلك، فإن كنيته الشهيرة قد طغت على اسمه وأصبحت متداولة بين الناس حتى صارت جزءًا من الوعي الجمعي الإسلامي، فلا يكاد يُذكر اسم «أبو حنيفة» إلا ويستدعي الأذهان أحد أعظم علماء الفقه في التاريخ.
وأشار شومان خلال حديثه في حلقة «الإمام أبو حنيفة» من برنامج «شخصيات»، عبر منصة أزهر بودكاست، إلى أن هناك عدة تفسيرات حول سبب هذه الكنية، فرُوي أن الإمام كان دائمًا ملازمًا للمِحبرة التي كانت تُستخدم قديمًا للكتابة، وكان أهل العراق يسمونها «حنيفة»، مما جعل الناس يرونه دائمًا يحملها لشغفه الكبير بالعلم وتدوين المسائل.
كما أضاف أن هناك آراء أخرى تشير إلى أن «حنيفة» مأخوذة من مؤنث «حنيف»، بمعنى المائل إلى الدين، في دلالة على تمسك الإمام القوي بالإسلام واستقامته عليه، وهو ما يظهر جليًا في مذهبه واجتهاداته، لافتًا إلى أن بعضهم قال إن الكنية تعود لوجود ابنة له تُدعى حنيفة، إلا أن هذا الرأي ضعيف، إذ لم يُعرف للإمام إلا ولد واحد هو حماد بن أبي حنيفة.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور شومان على أن الكنية «أبو حنيفة» أصبحت رمزًا علميًا وروحيًا يتجاوز الاسم، وارتبطت في وجدان الأمة بالفقه والعدل والاجتهاد، مما يجعلها علامة بارزة في التاريخ الإسلامي لا تقل عن اسمه، بل ربما تفوقه شهرة وانتشارًا.