شيفات فنادق الغردقة: فنانو الطهي ومبدعو النكهات المميزة

شيفات فنادق الغردقة: فنانو الطهي ومبدعو النكهات المميزة

خلف كل وجبة لذيذة يتذوقها النزلاء في فنادق الغردقة الفاخرة، هناك فريق متكامل من الطهاة المحترفين يعمل بجد، يتقدمهم الشيف أو كبير الطهاة الذي يعد قائد المطبخ وصانع الإبداع، ومع تنوع المطابخ والجنسيات والنكهات، يبرز الشيف كأحد الركائز الأساسية للنجاح في القطاع الفندقي بالبحر الأحمر.

الشيف أحد أهم أعمدة النجاح فى القطاع الفندقى بالبحر الأحمر.

في الفنادق والقرى السياحية المتنوعة في الغردقة، تتلاقى حضارات الطهي وتتنوع أذواق السياح من مختلف الجنسيات، ويعتبر الشيف عنصرًا محوريًا في نجاح أي منشأة فندقية، فكل طبق شهي يتناوله نزيل في بوفيه أو عشاء خاص، يكون خلفه فريق عمل من الطهاة يقوده الشيف العمومى، المسؤول الأول عن تقديم تجربة مذاق لا تُنسى، حيث تبدأ منظومة العمل داخل المطبخ الفندقي بتقسيم الأدوار حسب التخصصات والمستويات، ولكل شيف مهام محددة وواضحة.

الشيف أحد أهم أعمدة النجاح فى القطاع الفندقى بالبحر الأحمر
الشيف أحد أهم أعمدة النجاح فى القطاع الفندقى بالبحر الأحمر.

في النهاية، يُعتبر الشيف العمومى وقائد فريق الطهاة من الأعمدة الأساسية في أي فندق، ليس فقط كمقدم للطعام، بل كمسؤول عن رضا النزلاء وجودة التجربة السياحية ككل، فالغردقة، التي تستقبل ملايين السياح سنويًا، تمتلك اليوم نخبة من أمهر الشيفات الذين يرفعون اسمها في عالم الطهي والفندقة.

على ناجى، شيف عمومى بإحدى القرى السياحية بالغردقة، أوضح أن الشيف العمومى أو ما يُعرف بالـ Executive Chef هو المدير الأعلى للمطبخ، حيث لا يقتصر دوره على الطهي فحسب، بل يمتد لوضع قوائم الطعام والتنسيق مع إدارة الفندق والإشراف على الميزانية ومراقبة الجودة والإبداع في تقديم أطباق تليق بالضيوف من مختلف الجنسيات، يليه الشيف التنفيذى المساعد أو الـ Sous Chef، الذي يتولى الإشراف اليومي على سير العمل داخل الأقسام المختلفة، ويغطي غياب الشيف العمومى عند الضرورة، ويتابع تنفيذ خطة العمل لضمان انسيابية التحضيرات والتقديم.

الشيف أحد أهم أعمدة النجاح فى القطاع الفندقى بالبحر الأحمر.

وأضاف «ناجى» أن التخصصات تنقسم إلى أقسام دقيقة، منها قسم المطبخ الساخن الذي يتولى إعداد الأطباق الرئيسية من لحوم ودواجن وأسماك وأرز، ويقوده شيف يمتلك خبرة في التعامل مع درجات الحرارة العالية والتنظيم تحت ضغط، خاصة في مواسم الذروة، وهناك الشيف الشرقى، المتخصص في الأكلات المحلية مثل المشويات والطواجن والمحاشى، ويتميز بالحفاظ على النكهات التقليدية وتقديم أطباق تعكس ثقافة المطبخ المصري والعربي.

وفي المقابل، يبرز شيف الحلويات أو Pastry Chef، المسؤول عن إعداد جميع أنواع الحلويات الغربية والشرقية من تورتات وكيكات وبسبوسة وكنافة، ويعمل بدقة وفنية عالية لصنع أطباق ختامية تبهر النزلاء، أما شيف المقبلات والسلطات، فيتخصص في تحضير الأطباق الباردة والسلطات والمقبلات، وغالبًا ما يكون مسؤولًا عن تزيين البوفيه بشكل جذاب بصريًا، كما يوجد شيف المخبوزات أو الـ Bakery Chef، الذي يبدأ يومه قبل الجميع لتحضير الخبز الطازج بجميع أنواعه مثل الفينو، التوست، الكرواسون، والعيش البلدي الذي يعد عنصرًا أساسيًا على مائدة الإفطار والغداء.

الشيف أحمد جابر، شيف عمومى بإحدى القرى السياحية بالغردقة، قال إن العمل داخل مطابخ فنادق الغردقة يعتمد على نظام ترتيبى واضح، يبدأ من مساعد الشيف أو Commis Chef، الذي يتلقى التدريب ويؤدي المهام البسيطة، ثم يتدرج إلى Demi Chef de Partie، وصولًا إلى Chef de Partie الذي يقود قسمًا معينًا بإشراف مباشر، التنسيق والتناغم بين الفريق أمر أساسى لنجاح الخدمة، ويعتمد على الجدية والانضباط وسرعة الاستجابة للطلبات.

وأضاف أن أهم ما يميز مطابخ الغردقة هو التنوع في الجنسيات والخبرات، حيث يعمل الطاهى المصري إلى جانب الإيطالي والفرنسي والمغربي والآسيوي، مما يخلق بيئة طهي عالمية تقدم وجبات تُرضي أذواق السياح من مختلف دول العالم.

وأشار إلى أن إدارات الفنادق الكبرى تحرص على تطوير مهارات الشيفات من خلال دورات تدريبية وورش عمل داخلية وخارجية، مع تشجيع المشاركة في مسابقات الطهي والمهرجانات السياحية.

محمد عباس، شيف عمومى بإحدى القرى السياحية، قال إن يوم عمل الشيف يبدأ من الصباح الباكر، فيتحضر لإعداد قائمة اليوم وتوزيع المهام، ويتعامل مع الضغوط العالية خاصة في فترات الإشغال الكامل، ورغم صعوبة المهنة والوقوف الطويل داخل المطبخ وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن حب المهنة والابتكار يدفعان الشيف للاستمرار في الإبداع وتقديم الأفضل.

وأضاف أن بعض الشيفات تحوّلوا إلى نجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشرون وصفاتهم ويشاركون الجمهور لحظات من داخل المطبخ، ما زاد من شهرتهم وجذب الانتباه لمهاراتهم.

ورغم أن النزلاء لا يعرفون تفاصيل ما يحدث خلف كواليس المطبخ، إلا أن الطهاة هم من يصنعون الانطباع الأول والأخير، من الإفطار إلى العشاء، فنجاح تجربة الإقامة الفندقية يعتمد بدرجة كبيرة على جودة الطعام، والشيف هو من يتحكم في تلك التجربة، يزرع رضا النزيل من أول لقمة، ويصنع الفارق بين فندق عادي وآخر مميز.

وحول أنواع الشيفات داخل الفنادق، أوضح شعبان المغربي، مدير الأغذية والمشروبات بأحد الفنادق الكبرى بالغردقة: «نقسم فريق الطهاة بالفنادق الكبرى إلى عدة مستويات وتخصصات، على رأسها الشيف العمومى (Executive Chef) هو المدير الأعلى للمطبخ، ويُشرف على جميع أقسام الطهي داخل الفندق، ولا يعمل بيده كثيرًا لكنه مسؤول عن وضع قوائم الطعام بالتنسيق مع إدارة الفندق والإشراف على جودة الطهي وتقديم الأطباق»

وأضاف أن الشيف العمومى في بعض الفنادق يعد نجمًا لامعًا، يشارك في الفعاليات والمهرجانات ويُعد وجهًا للمكان، كما يعد الشيف التنفيذي المساعد (Sous Chef) اليد اليمنى للشيف العمومى، يتولى الإدارة اليومية للمطبخ ويغطي غيابه، وينفذ خطط العمل اليومية وينسق العمل بين أقسام الحلويات، الساخن، والبارد، ويقوم بتدريب الشيفات الجدد، وشيف المطبخ الساخن (Hot Kitchen Chef) مسؤول عن طهي الأطباق الرئيسية مثل اللحوم، الطيور، الأسماك، والأرز.

وأوضح أن مهامه تشمل الإعداد الحرارى الدقيق للأطباق، والعمل تحت ضغط الوقت خاصة في البوفيهات والمناسبات، والتنسيق مع قسم الخدمة لتقديم الأطباق في وقتها، والشيف الشرقى (Oriental Chef) متخصص في المأكولات الشرقية مثل الطواجن، المشويات، المحاشى، والفتة، ويعمل غالبًا بجانب «الشيف البدوى» في بعض الفنادق التي تقدم تجارب محلية، ويحرص على الحفاظ على النكهات الأصلية، وتحضير العيش البلدي والمخبوزات الشرقية.

ولفت إلى أن شيف الحلوانى (Pastry Chef) هو الساحر خلف الكواليس الذي يصنع الكيك والحلويات الغربية والشرقية، ويعمل في صمت لكنه يُبهر النزلاء يوميًا بالتورتات والجاتوهات، والحلويات الشرقية مثل الكنافة والبسبوسة والمخبوزات والمعجنات في الإفطار، أما شيف السلاطات والبارد (Cold Kitchen Chef)، فمن مهامه تقديم الطعام بشكل فني يجذب النظر، وتحضير ساندويتشات ومقبلات لحفلات الكوكتيل والتعامل مع مكونات دقيقة مثل اللحوم المدخنة والأسماك المملحة.

ونوه بأن شيف المخبوزات (Bakery Chef) يختص في الخبز بأنواعه، سواء البلدي، الفينو، أو الكرواسون، ويبدأ عمله في ساعات الفجر الأولى، وكل شيف يعمل ضمن خطة منسقة تبدأ من إعداد الـ mise en place صباحًا وحتى الخدمة المسائية، ضمن جدول دقيق لا يقبل الخطأ.

محمد عبدالصبور، مدير إحدى القرى السياحية بالغردقة، قال إن التنوع داخل مطابخ الفنادق والقرى السياحية، خلق مطابخ عالمية تستهدف إرضاء جميع أذواق السياح، من البيتزا والباستا إلى السوشى، ومن الطواجن إلى الحلويات الفرنسية، وبعض فنادق الغردقة تنظم مهرجانات تذوق ومسابقات للطهي المباشر، يُشارك فيها الشيفات بعروضهم أمام النزلاء، وتحول بعض الشيفات إلى نجوم على «السوشيال ميديا»، يقدمون وصفات ويشاركون كواليس المطبخ يوميًا، ويعمل الشيف من ٨ إلى ١٢ ساعة يوميًا، في حرارة وضغط، لكنه يتمتع بمهارات عالية مثل النظافة الشخصية الصارمة والقدرة على التنظيم والتركيز والابتكار في الطهي والتقديم والسرعة والدقة، خاصة في المواسم السياحية.