تعزيز الصحة والوقاية: وزارة الرعاية الصحية تطلق برنامج ‘عيشها بصحة’ في محافظات التأمين الصحي الشامل

تعزيز الصحة والوقاية: وزارة الرعاية الصحية تطلق برنامج ‘عيشها بصحة’ في محافظات التأمين الصحي الشامل

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية عن إطلاق برنامج «عيشها بصحة»، الذي يهدف إلى زيادة الوعي الصحي وتعزيز مفاهيم الوقاية ونمط الحياة السليم، وذلك في جميع منشآت الرعاية الصحية الأولية «مراكز/وحدات طب الأسرة» التابعة للهيئة في المحافظات التي تطبق منظومة التأمين الصحي الشامل.

يمثل هذا البرنامج تجسيدًا فعليًا للدور المهم للرعاية الأولية، حيث تعتبر خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الأفراد، من خلال تقديم الخدمات العلاجية، ودعم جهود التوعية والتثقيف، والوقاية من الأمراض، والكشف المبكر عنها، والتأهيل الصحي المستدام.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن برنامج «عيشها بصحة» يعكس رؤية الهيئة في الانتقال من الرعاية التقليدية إلى الرعاية الاستباقية التي تركز على تعزيز الصحة والوقاية، مما يساهم في بناء مجتمع صحي وسليم.

وأضاف أن البرنامج يؤسس لمنهج متكامل يعزز من تفاعل المنشآت الصحية مع المجتمعات المحلية، ويعيد للرعاية الأولية دورها الحيوي كمحور استراتيجي لتحقيق الاستدامة الصحية.

وأكد الدكتور أحمد السبكي أن البرنامج سيكون نقطة تحول حقيقية في تحسين الوعي الصحي في القرى والمدن التي تغطيها منشآت الهيئة في محافظات التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى أن «عيشها بصحة» سيساعد في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض غير السارية مثل الضغط والسُكري والسمنة، وبالتالي خفض نسب دخول المستشفيات وتحسين جودة الحياة.

كما أشار إلى أن تعزيز مفاهيم الوقاية والصحة المجتمعية هو استثمار طويل الأمد في الإنسان، ويتماشى مع أهداف التنمية الصحية المستدامة التي تسعى الدولة المصرية لتحقيقها.

يرتكز البرنامج على أهداف قصيرة المدى تشمل زيادة الوعي الصحي داخل المجتمع، وتغيير السلوكيات والعادات الغذائية الخاطئة، وتعزيز نمط الحياة الصحي من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة، كما يستهدف البرنامج الأمراض الشائعة في كل نطاق جغرافي، مع التركيز على الوقاية منها والكشف المبكر والتثقيف المجتمعي حول طرق التعامل معها، مما يعزز من علاقة الثقة والتفاعل بين المنشأة الصحية وسكانها.

أما على المدى الطويل، يسعى البرنامج إلى خفض نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، وتقليل معدلات دخول المستشفيات بسبب هذه الأمراض، وتحسين المخرجات الصحية، إلى جانب دعم الشراكة المجتمعية والتكامل مع الجهات ذات الصلة لتحقيق الأهداف الصحية العامة.

تتضمن خطة البرنامج اليومية داخل منشآت الرعاية الأولية تنظيم جلسات توعية وتثقيف صحي للمواطنين، وتوزيع مطبوعات تثقيفية، وعرض نماذج للأغذية الصحية، وتوزيع عبوات غذائية متكاملة، بالإضافة إلى إجراء المسوح المبدئية والاكتشاف المبكر للأمراض من خلال فرق داخلية مدربة.

وعلى المستوى الأسبوعي، يمتد تأثير البرنامج إلى خارج جدران المنشآت من خلال تنظيم زيارات ميدانية إلى دور الأيتام والمسنين، والمستشفيات المتخصصة، والمساجد والكنائس، ومراكز الشباب، والوديان الصحراوية، والأندية الرياضية، فضلًا عن تنظيم ماراثونات رياضية، وحفلات ترفيهية للأطفال، ومعارض للأسر المنتجة، مما يخلق حالة من التفاعل الإيجابي بين المنشآت الصحية والمجتمع المحلي.

ومنذ بدء التنفيذ خلال الأسابيع الماضية، نجحت الهيئة في تنظيم أكثر من 150 فعالية داخل وخارج المنشآت الصحية، استفاد منها أكثر من 7150 مواطنًا في مختلف محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، مما يعكس الأثر المباشر والإيجابي للبرنامج على الصحة المجتمعية، ويؤكد فاعلية التوجه الوقائي في تحسين جودة الحياة وتقليل العبء على المستشفيات والمنظومة الصحية.