
في منتصف الليل، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاحها في تنفيذ هجوم على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وقد جاء هذا الإعلان من الرئيس الأمريكي ترامب عبر منصة «تروث سوشيال»، حيث صرح قائلاً: «موقع فوردو النووي انتهى، لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان»
كما أضاف: «جميع الطائرات أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني، تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي، فوردو»، واستكمل: «جميع الطائرات في طريقها الآمن إلى الوطن، تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء، ولا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا، الآن هو وقت السلام»
من جانبها، أعربت الكاتبة الصحفية والمحللة السياسية، هند الضاوي، عن اعتقادها بأن التطورات الجارية قد لا تقتصر على نزاع إقليمي محدود، بل قد تمثل بداية لحرب عالمية قادمة، مشيرة إلى أن القوى الكبرى تمهد لذلك منذ سنوات، حيث قالت في تصريحات خاصة لـ «إقرأ نيوز»، الأحد: «نعم، نحن ربما أمام الحرب العالمية القادمة، وهذا الأمر محسوم تقريباً بالنسبة للدول الكبرى، وإذا تحدثنا عن سوريا أو إيران، فإننا لا نتحدث فقط عن ملفات داخلية أو نزاعات حدودية، بل عن ساحات تمهّد لصراع كوني أكبر»
كما استشهدت الضاوي بمقولة هامة لهنري كيسنجر، الذي توقع قبل أكثر من عشر سنوات حرب أوكرانيا، مشيراً إلى أنها لن تبدأ من هناك، بل ستبدأ بضرب إيران، وأكدت أن هذا السيناريو اليوم لم يعد مجرد توقع، بل يتقاطع مع التحركات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، حيث تدفع كل المعطيات نحو انفجار واسع النطاق، سيكون لإيران والمنطقة العربية فيه النصيب الأكبر من التكاليف والمآسي، بينما تراقب القوى الكبرى من بعيد بانتظار لحظة الحسم.
وتابعت الضاوي، مشيرة إلى أن الحرب مع إيران لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة بشكل كبير، موضحة أن الضربة كانت ضمن حسابات معدة مسبقاً منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر، لافتة إلى أن هذا التاريخ لم يكن مجرد حدث عرضي، بل خطوة مخطط لها بعناية لإشعال حرب كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت المحللة السياسية: «لو لم تحدث أحداث السابع من أكتوبر، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالفعل يعدون لمسرح عمليات كبير في سوريا، وتحديداً على الحدود السورية العراقية، حيث كانت تدرك أن المرحلة الثانية من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ستبدأ قريباً، بعد أن كانت المرحلة الأولى قد بدأت بأحداث الفوضى في عام 2011»
وشددت هند الضاوي على أنها لم تتعاطَ مطلقاً مع التصريحات الأمريكية الرسمية منذ بدء حرب غزة، مثل ما تردد حول أن واشنطن لا ترغب في التصعيد، أو أنها تتحدث إلى حزب الله أو إيران لتمرير الوقت، ووصفت تلك التصريحات بأنها «بروباغندا إعلامية» لا أساس لها من الصحة.
وقالت: «قرار الحرب في أمريكا لا يتخذه الرئيس، سواء كان دونالد ترامب أو غيره، بل هو قرار متفق عليه ومُعدّ سلفاً من الدولة العميقة، ما بين البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية، وعدد من رجال السياسة الذين ينتمون لتيار العولمة أو ما يشبه الديمقراطية، وهم من يسعون دائماً لإشعال الحروب، لنشر الفوضى وبيع السلاح»
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعرضت مؤخراً لعدة إخفاقات على المستوى الدولي، حيث لم تستطع هزيمة روسيا حتى الآن رغم محاولاتها، ولا تستطيع خوض حرب اقتصادية رابحة مع الصين، لذا كان لا بد من البحث عن ساحة رخوة تعيد من خلالها كرامتها وقوتها إلى الواجهة الدولية.
وأكدت أن الاعتقاد بأن أمريكا لا تريد الحرب في الشرق الأوسط هو «خطأ استراتيجي»، موضحة أن الولايات المتحدة تستعد لهذه الحرب بقوة، وقد يكون الهدف المُعلن هو القضاء على النظام الإيراني والجماعات المسلحة المرتبطة به، لكن الهدف الحقيقي هو «الضغط على إيران حتى تقوم بالرد واستهداف عدد من الدول العربية، مما يؤدي إلى اشتعال المنطقة بالكامل».
وتابعت: «حينها، ستضطر بعض الدول إلى طلب تدخل أمريكي لحمايتها، ويتم تكرار سيناريو سوريا، من احتلال المناطق النفطية والمنافذ البحرية ومناطق الثروات، هذا ما تسعى إليه واشنطن، بهدف أكبر هو قطع حركة التجارة والنفط بين الصين والشرق الأوسط»
وتوقعت الضاوي أن ترد إيران قريباً، معتبرة أن ما يجري الآن هو «البداية الحقيقية للحرب»، وليست أحداث 7 أكتوبر أو ما يحدث مع حزب الله أو الحوثيين في اليمن.
وأشارت إلى أن الأهداف المعلنة تتعلق بالشرق الأوسط الجديد، وهي تصريحات تحدث عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كثيراً، لكنها ترى أن نتنياهو لن يستطيع تنفيذ هذه المخططات دون إحراز تقدم أمريكي واضح على الأرض.
وأوضحت الضاوي: «نحن ما زلنا في بدايات الحرب، ولم نصل إلى أي نتيجة حاسمة بعد، لكن المؤكد أن المنطقة تدخل دائرة خطر شديدة جداً، أخشى ما أخشاه أن تتحول بوصلة الصراع إلى داخل المنطقة، فتبدأ الدول العربية في توجيه أسلحتها لبعضها البعض، ويكون المستفيد الوحيد في هذه الحالة هم الأمريكيون والإسرائيليون والبريطانيون الذين يستعدون للعودة إلى الشرق الأوسط واستعادة مناطق نفوذهم التي خسروها بعد الحرب العالمية الثانية»