
احتفلت الكنيسة القبطية اليوم الأحد بذكرى تسلم رفات القديس مارمرقس الرسول، الذي يعتبر كاروز الديار المصرية، وذلك بمقر دير مارمينا العجائبي في الكينج مريوط، حيث حضر الاحتفال عدد من الأساقفة ورهبان الدير بالإضافة إلى الشعب القبطي، وجاءت هذه المناسبة تزامناً مع ذكرى تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجائبي.
وفقًا لبيان رسمي، فقد حدث هذا في يوم الأحد الموافق 22 من يونيو عام 1968 م، خلال السنة العاشرة من حبرية البابا كيرلس السادس، وهو البابا المائة والسادس عشر في تاريخ باباوات الكرازة المرقسية، حيث تسلم الوفد الرسمي الموفد من البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس من البابا بولس السادس في القصر البابوي بالفاتيكان.
وكان يتكون الوفد من عشرة من المطارنة والأساقفة، بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين، بالإضافة إلى ثلاثة من الأراخنة، وترتيبهم بحسب أقدمية الرسامة كان كالتالي: الأنبا مرقس مطران أبوتيج وطهطا وطما، الذي كان رئيس الوفد، والأنبا ميخائيل مطران أسيوط، والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج، والأنبا بطرس مطران أخميم، والأنبا يوأنس مطران تيجراي، والأنبا لوكاس مطران أروسي، والأنبا بطرس مطران جوندار، والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية، والأنبا بولس أسقف حلوان، أما الأراخنة المدنيون فكانوا إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية، وفرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية، والمستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.
غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر اليوم التالي، حيث استقل طائرة خاصة برفقة نحو 90 من الأراخنة والسبعة من الكهنة، وكان في استقبالهم بمطار روما عدد من المطارنة والكهنة الموفدين من البابا بولس السادس، وسفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان، وتحدد موعد الساعة الثانية عشرة ظهرًا لمقابلة الوفد مع بابا روما وتسلم رفات مارمرقس، وقبل الموعد المحدد، تحرك الوفد مع أعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية، حيث أقلتهم سيارات الفاتيكان الفاخرة إلى القصر البابوي.
وفي الساعة العاشرة صباحًا، دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبوتيج، حيث كان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه يستقبلهم، ثم جلس الجميع وبدأ البابا يتحدث مشيدًا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية، كما هنأهم بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة، ثم سلم الأنبا مرقس خطابًا من البابا كيرلس يشكره فيه ويقدم أسماء أعضاء الوفد، وبعد ذلك حمل بابا روما ورئيس الوفد معًا صندوق الرفات، وسار الجميع في موكب رسمي إلى قاعة كبيرة تم إعدادها لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد، حيث وضع صندوق الرفات على مائدة خاصة وتقدم البابا وسجد أمامه، وقام أعضاء الوفد أيضًا بأداء هذه التحية، بينما كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة، مما أضفى جوًا من الروحانية والقداسة على المناسبة.
ثم ألقى الأنبا غريغوريوس خطابًا نيابة عن الوفد باللغة الإنجليزية، نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس، معبرًا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مارمرقس بعد أحد عشر قرنًا من الغياب، وتبادل البابا بولس والأنبا مرقس الهدايا، حيث قدم الأنبا مرقس أربع هدايا تتضمن صندوقًا فاخرًا يحتوي على كتاب العهد الجديد باللغة القبطية، وقطعة نسيج أثرية من القرن الخامس، بالإضافة إلى صندوق يحمل اسطوانات القداس الباسيلي، وصندوق يحمل سجادة ممتازة من صنع أبناء قرية الحرانية بمصر.
بهذه الطريقة، أُحييت ذكرى تسلم رفات القديس مارمرقس، مما أضاف بعدًا روحيًا عميقًا لهذه المناسبة، حيث تجلت مشاعر الفرح والاحتفال بين الحضور في دير مارمينا العجائبي.