سبب مؤسف لوفاة الطالبة عرين صلاح البطوش قبل امتحان توجيهي اللغة العربية بالأردن

سبب مؤسف لوفاة الطالبة عرين صلاح البطوش قبل امتحان توجيهي اللغة العربية بالأردن
الطالبة عرين صلاح البطوش

في صمتٍ موجع، غادرت الطالبة الأردنية عرين صلاح البطوش الحياة، تاركة خلفها مقعدًا فارغًا في قاعة امتحانات اللغة العربية، وقلوبًا مفجوعة بين زميلاتها ومعلماتها، الذين لم يتوقعوا أن تكون هذه الأيام الدراسية هي آخر ما يجمعهم بها.

فتاة العلم والأمل الرحيل قبل الموعد

عرين طالبة الفرع العلمي في مدرسة الطيبة الثانوية الشاملة للبنات، بمحافظة الكرك، كانت واحدة من أولئك الذين لا يُهزمون بسهولة، واجهت مرضًا عضالًا بصبر وقوة، وأصرّت على إكمال امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” كباقي زميلاتها، وكأنها تؤمن أن الطريق يجب أن يُكمل، حتى وإن كانت النهاية مختلفة.

ظهرت عرين يوم الخميس الماضي، في أول امتحان لها، بابتسامة خفيفة وتفاؤل ظاهر، وأدّت امتحان مادة التربية الإسلامية بكل هدوء، كانت تستعد للامتحان التالي في اللغة العربية، وتحمل في حقيبتها كتبًا وأوراقًا وأحلامًا لكن فجر السبت كان لها موعد مع الرحيل.

أثر لا ينسى وذكريات ترويها العيون قبل الكلمات

في المدرسة، لم تكن عرين مجرد طالبة، بل كانت رمزًا للتعاون واللطف والاجتهاد. اعتادت تلخيص الدروس، ومساعدة زميلاتها بالإجابات، وتشجيعهن على الاستعداد والمراجعة. لم تكن تتحدث كثيرًا عن ألمها، بل كانت تملأ المحيط برسائل دعم وابتسامات صامتة.

معلماتها وزميلاتها وصفنها بأنها “الهادئة التي تعلّمت الصبر قبل العلم، وعلّمتنا أن القوة الحقيقية لا تصرخ، بل تصبر وتستمر.”.

التربية والتعليم تنعى الطالبة

وزارة التربية والتعليم الأردنية أصدرت بيان نعي رسمي للطالبة، مؤكدة أن فقدانها هو خسارة للأسرة التربوية بأكملها، وأن ذكراها ستظل حاضرة كواحدة من النماذج الملهمة للطلاب والطالبات في كل مكان.

أما إدارة المدرسة، فودّعتها بكلمات مؤثرة، قائلة: “عرين كانت أكثر من مجرد طالبة، كانت روحًا هادئة ومجتهدة، ترحل اليوم وتترك خلفها ذكرى لا تموت.”

رحلت عرين لكن رسالتها باقية

الطلاب ينجحون، يتخرجون، ويتجهون نحو المستقبل، لكن عرين اختارت أن تترك أثرًا مختلفًا، أثبتت أن التفوق ليس فقط في الدرجات، بل في النضال الصامت، والإرادة التي لا تهزمها الأمراض، والنية الصافية التي لا تغيب حتى في أحلك الظروف.