ما هي خطوات إيران المقبلة بعد الضربة الأمريكية؟ تحليل خبير سياسي

ما هي خطوات إيران المقبلة بعد الضربة الأمريكية؟ تحليل خبير سياسي

أشار الخبير السياسي دكتور عمرو حسين، المتخصص في شؤون العلاقات الدولية، إلى أن الضربة الأمريكية الأخيرة في المنطقة تحمل دلالات متعددة الأبعاد، سواء من الناحية العسكرية أو الدبلوماسية أو حتى النفسية تجاه إيران وحلفائها في الشرق الأوسط.

وأكد أن واشنطن، من خلال هذه العملية العسكرية، أرادت أن تُظهر أنها لا تزال الفاعل الرئيسي والقوة القادرة على تغيير موازين المعركة متى ما أرادت، رغم انشغالها بقضايا دولية أخرى وصعود قوى جديدة تسعى لملء الفراغ في الإقليم.

وأضاف حسين، في تصريحات لـ«إقرأ نيوز»، أن هذه الضربة الأمريكية ليست مجرد رد تكتيكي على استفزازات أو هجمات محدودة، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني الذي توسع في عدة دول عربية مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان، ولعل اختيار التوقيت والموقع المستهدف يوضح أن الرسالة الأمريكية موجهة أيضًا لأطراف دولية أخرى، مثل روسيا والصين، بأن واشنطن قادرة على التدخل في أي لحظة وإعادة ضبط قواعد الاشتباك لصالحها.

وفيما يتعلق بانعكاسات هذه الضربة على سير الحرب الحالية، شدد على أنه من المتوقع حدوث موجة من التوترات المتبادلة بين إيران وحلفائها من جهة، والقوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى، غير أن مدى اتساع هذه المواجهة سيعتمد على رد الفعل الإيراني وقدرته على تجنب إشعال مواجهة مفتوحة قد تكون غير مفيدة لطهران في الظروف الراهنة.

وتابع أن إيران أمامها خياران رئيسيان؛ الأول هو التصعيد المحدود عبر استخدام أذرعها الإقليمية، مثل الميليشيات الحليفة في العراق وسوريا ولبنان، بهدف الحفاظ على ماء الوجه أمام الداخل الإيراني والرأي العام المؤيد لها، دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة واسعة قد تؤدي إلى تدمير قدراتها العسكرية وتعقيد أزمتها الداخلية المتزايدة بفعل العقوبات والضغوط الاقتصادية، أما الخيار الثاني فهو اللجوء إلى المفاوضات عبر وسطاء إقليميين ودوليين، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية تخفف من حدة العقوبات وتعزز وضع القيادة الإيرانية داخليًا قبل الانتخابات أو أي ترتيبات سياسية قادمة.

وبخصوص احتمالية توجيه ضربات إيرانية مباشرة إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في دول المنطقة، لم يستبعد الباحث هذا السيناريو تمامًا، لكنه أكد أنه سيكون قرارًا محفوفًا بالمخاطر، وقد يدفع المنطقة إلى حرب واسعة يصعب التحكم في تداعياتها، خاصة إذا ما استُهدفت قواعد أمريكية حيوية في الخليج أو بالقرب من مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات الطاقة العالمية وزيادة الضغط على الاقتصاد الإيراني المتعثر أصلًا.

وأوضح أن الولايات المتحدة بدورها قد تكون مستعدة لأي رد فعل من هذا النوع، إذ وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى وزادت من جاهزية دفاعاتها في أكثر من قاعدة جوية وبحرية، تحسبًا لأي هجمات صاروخية أو مسيرات قد تُطلق من أراضٍ إيرانية أو عبر وكلائها في دول الجوار.

وأكد الدكتور عمرو حسين أن المنطقة الآن عند مفترق طرق حساس، وأن الحكمة السياسية مطلوبة من جميع الأطراف لتفادي الانزلاق نحو صراع قد يمتد لسنوات ويقوض الأمن والاستقرار في منطقة لطالما كانت ركيزة أساسية لأمن الطاقة والاقتصاد العالميين، ودعا المجتمع الدولي، خاصة القوى الأوروبية والأمم المتحدة، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج آمن من هذه الأزمة المتصاعدة، حفاظًا على حياة المدنيين ومستقبل شعوب المنطقة بأسرها.