كارثة في ملعب 5 جويلية تؤجل فرحة التتويج بالدوري الجزائري.. ارتفاع أعداد الضحايا

كارثة في ملعب 5 جويلية تؤجل فرحة التتويج بالدوري الجزائري.. ارتفاع أعداد الضحايا
ملعب 5 جويلية

لم تكن ليلة تتويج نادي مولودية الجزائر بلقب الدوري المحلي مجرد احتفال رياضي عادي، بل تحوّلت إلى فصل مؤلم من فصول الكرة الجزائرية، بعدما شهد ملعب 5 جويلية حادثًا مأساويًا راح ضحيته عدد من المشجعين، لتختلط الهتافات بالدموع، وتغيب الفرحة خلف ستار من الحزن والذهول.

الفرحة التي لم تكتمل

قبل دقائق من بدء مراسم التتويج الرسمية، وأمام الآلاف من الجماهير المتحمسة، انهار أحد الحواجز المعدنية الفاصلة بين المدرجات والساحة الداخلية، ما أدى إلى سقوط عدد من المشجعين من ارتفاع شاهق، في مشهد مرعب جعل الصراخ يعلو على صوت الأهازيج.

وفي لحظات، تحوّلت المدرجات إلى ساحة إنقاذ، وانتشرت فرق الحماية المدنية التي سارعت إلى نصب مركز طبي ميداني داخل الملعب، مدعّمة بعشر سيارات إسعاف، لكن المشهد كان أقوى من أي استجابة، حيث أُعلن لاحقًا عن وفاة ثلاثة مشجعين، وإصابة 74 آخرين، وفق ما نقلته قناة “بي إن سبورتس”.

رابطة الدوري لا تتويج في حضرة الألم

في ظل الأجواء الصعبة، أعلنت الرابطة الجزائرية إلغاء حفل التتويج بشكل فوري، في خطوة احترمت مشاعر الجمهور وأهالي الضحايا، مؤكدة أن الاحتفال سيتم في موعد لاحق أكثر ملاءمة، ورغم ذلك، فإن نتيجة المباراة التي جمعت المولودية بنجم مقرة  وانتهت بالتعادل السلبي  كانت كافية لتتويج الفريق بلقب الدوري للموسم الثاني تواليًا، بعدما أنهى مشواره برصيد 58 نقطة، متفوقًا بفارق نقطتين عن شبيبة القبائل، وثلاث نقاط عن شباب بلوزداد.

الفرحة مؤجلة والمسؤولية مطروحة

الصدمة التي ضربت الشارع الجزائري بعد هذه الفاجعة أثارت موجة غضب وتساؤلات حول إجراءات السلامة في الملاعب، خصوصًا في المناسبات الكبرى، فكيف يمكن أن تنهار الحواجز في ملعب وُصف لسنوات بـ”الملعب الأولمبي”؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟

يبقى اللقب التاسع في تاريخ مولودية الجزائر إنجازًا يُحسب للفريق، لكنه جاء مغلفًا بدموع وألم لن يُمحى بسهولة من ذاكرة الجماهير، لا سيما أن أرواحًا بريئة دفعت ثمن فرحة لم تُكتب لها أن تكتمل.