
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير حديث، بأن إسرائيل اعتمدت على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة بشكل واسع خلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مما أثار جدلاً أخلاقياً وحقوقياً على مستوى العالم، حيث تتزايد التساؤلات حول دقة هذه الأنظمة ومدى مسؤوليتها عن وقوع ضحايا مدنيين.
وفقًا للتقرير، تم تطوير هذه الأنظمة في ما يُعرف بـ”الاستوديو”، وهو مركز يجمع بين وحدة الاستخبارات الإسرائيلية الشهيرة 8200 وعدد من جنود الاحتياط الذين يعملون في شركات تكنولوجيا عالمية كبرى مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” و”ميتا”.
وأشار التقرير إلى أن التعاون بين المؤسسات العسكرية والتقنية أدى إلى إنشاء أدوات تحليل بيانات واتخاذ قرارات هجومية بسرعة قياسية، لكن مع غياب الرقابة البشرية الكافية.
كما لفت التقرير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتطوير نموذج لغوي ضخم متخصص في تحليل اللهجات العربية وفهم “المزاج العام” في المنطقة، وقد تم استخدام هذا النموذج بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، لتقييم احتمالات الرد اللبناني من خلال تحليل التعابير المحلية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم الادعاءات المتعلقة بالقدرات التقنية العالية التي تمتلكها إسرائيل، إلا أن الصحيفة أكدت أن النظام لم يكن دائمًا دقيقًا، حيث فشل كثيرًا في تفسير المصطلحات العامية أو التلميحات الثقافية، مما أدى إلى اتخاذ قرارات ميدانية مشكوك فيها تسببت في وقوع ضحايا بين المدنيين.
يأتي هذا الكشف في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للتحقيق في استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن العمليات العسكرية، خاصة عندما يؤدي ذلك إلى خسائر بين الأبرياء، بينما تطالب المنظمات الحقوقية بفرض رقابة مشددة على هذه التقنيات ومحاسبة الجهات المطورة والمستخدمة لها.
تعليقات