
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية مساء الجمعة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة على محيط قرية شطحة الواقعة في ريف حماة الشمالي الغربي، مما يعكس تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان ومصادر ميدانية تأكيدهم تحليق عدد من الطائرات الحربية الإسرائيلية التي دخلت المجال الجوي السوري عبر الأجواء اللبنانية، قبل أن تقوم بتنفيذ ضربات جوية استهدفت مناطق وسط البلاد.
وفي تطور متزامن، شهدت أجواء الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا تحليقًا مكثفًا لطائرات حربية تركية، خاصة فوق ريفي إدلب وحلب، مما زاد من حدة التوتر في المشهد العسكري المعقد شمال البلاد.
وحسب ما أفاد به مراسل ميداني، فقد اخترقت الطائرات الإسرائيلية أجواء محافظات حماة وحمص واللاذقية، ووجهت غارات مركزة نحو محيط قرية شطحة، مع توقعات بحدوث تصعيد إضافي في العمليات خلال الساعات المقبلة.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ ضربات إضافية داخل الأراضي السورية تستهدف مواقع عسكرية وأخرى تابعة للنظام السوري، وذلك ضمن ما تصفه تل أبيب بـ”الردع الاستباقي”.
وبحسب الهيئة، فإن هذه الضربات تأتي بعد مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس على سلسلة من الأهداف الجديدة بهدف توجيه رسالة مباشرة إلى النظام السوري تحذره من أي تحركات تستهدف الطائفة الدرزية في جنوب سوريا.
ويأتي هذا الهجوم الجديد عقب ساعات من قصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، وهو حدث غير مسبوق منذ التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا نهاية العام الماضي. وقد اعتبر محللون أن الضربة الجوية قرب القصر الرئاسي تهدف إلى توجيه إنذار مباشر للسلطات السورية الجديدة بعد اتهامات بضلوعها في أعمال عنف ضد سكان دروز جنوبي البلاد.
وتشهد هذه التطورات تصاعد الاشتباكات في ريف دمشق ومحافظة السويداء بين قوات تابعة للنظام السوري ومجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية، وهي توترات بدأت على خلفية تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد نُسب لأحد مشايخ الدروز، مما أدى إلى تفجر موجة عنف واسعة النطاق وانتهى بسيطرة أمنية جزئية على بعض المناطق.
تعليقات