
مشاهد مدهشة من القارة المتجمدة تُخفي كارثة بيئية وشيكة.
غالبًا ما يُنظر إلى القارة القطبية الجنوبية على أنها آخر بقعة نائية على وجه الأرض، متجمدة، برية، وبكر، ولكن هل هي حقًا بكر كما تبدو هذه القارة المتجمدة الشاسعة المحاطة بالتيار القطبي الجنوبي؟ وهو التيار الوحيد في العالم الذي يربط بين جميع المحيطات، مما يدل على مدى ترابط كوكبنا.
في وقت سابق من هذا العام، شارك أكثر من 100 عالم في رحلة إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث كشفوا أن ما وجدوه كان استثنائيًا: جبال جليدية شاهقة، وبطاريق مرحة، وحيتان تقفز، وفقمات تستريح على الجليد، لكن وراء هذه العجائب الطبيعية تكمن حقيقة صادمة: القارة القطبية الجنوبية تتغير بسرعة. فبقدر ما ألهمت العلماء هذه التجربة، كشفت في الوقت نفسه عن جانب آخر.
تغير المناخ
تاريخيًا، عانت أنتاركتيكا من الاستغلال إذ لجأ إليها الصيادون لاصطياد الحيتان والفقمات تاركين آثارًا سلبية على أنظمتها البيئية. بينما تتعافى الحياة البرية ببطء، تواجه هذه الأنواع الآن تهديدًا جديدًا بسبب تغيّر المناخ؛ فارتفاع درجات حرارة المحيطات يُذيب الجليد ويُعيد تشكيل الموائل ويخل بالتوازن الدقيق للحياة.
خلال زيارة العلماء قاموا بجولة في محطات الأبحاث وميناء لوكروي حيث تربي طيور بطريق جنتو صغارها. يُدار النشاط البشري هناك بعناية؛ نصف الجزيرة مُخصص لطيور البطريق بينما يستقبل النصف الآخر حوالي 18,000 سائح سنويًا يأتون لاكتشاف هذا المكان الفريد. إنه نموذج للتعايش يُظهر كيف يمكننا العيش جنبًا إلى جنب مع الطبيعة عندما نختار التصرف بمسؤولية.
تنوعاً غنياً في الحياة البرية وقد ذكر العلماء أنهم شهدوا خلال الرحلة تنوعاً غنياً في الحياة البرية في مواطنها الطبيعية من البطاريق والفقمات إلى الحيتان والطيور البحرية وطيور القطرس وطيور النوء وهي تنزلق بسلاسة فوق الأمواج رمزاً للصمود وفي الوقت نفسه رمزاً للهشاشة.
لكن آثار الدمار الماضي لا تزال قائمة ففي جزيرة ديسبشن تُعدّ البقايا الصدئة لصناعة صيد الحيتان دليلاً صارخاً على الضرر الذي قد يُسببه الاستغلال غير المُقيّد كما تُؤكد هذه البقايا أهمية الاستمرار في حماية هذه النظم البيئية الهشة.
بصفتي عالمة محيطات أدرس كيف يُشكّل المحيط عالمنا وتُعدّ القارة القطبية الجنوبية محور هذه القصة. تربط المياه المحيطة بين المحيطات الهادئ والهندي والأطلسي عبر التيار القطبي الجنوبي.
هذا الترابط يعني أن ما يحدث في القارة القطبية الجنوبية يؤثر علينا جميعًا؛ التلوث وارتفاع حرارة البحار وتسربات النفط لا تعرف حدودًا. تُعطّل هذه التغيرات تيارات المحيطات وتُضرّ بالحياة البحرية وتؤثر على أنظمة المناخ حول العالم.
معالجة التحديات البيئية
معالجة التحديات البيئية تتطلب التعاون الدولي والتحرك الحاسم بالنسبة لأستراليا ودول أخرى يجب علينا أن نتبنى ممارسات مستدامة مثل الاستثمار في الطاقة المتجددة ودعم جهود الحفاظ على البيئة. بخفض انبعاثات الكربون والتعلّم من الماضي يمكننا المساعدة في حماية أنتاركتيكا وكوكب الأرض للأجيال القادمة.
تعليقات