استكشاف تكنولوجيا النانو في عالم النقل والمرور.. رؤى مثيرة من خبراء الهندسة

استكشاف تكنولوجيا النانو في عالم النقل والمرور.. رؤى مثيرة من خبراء الهندسة

في خطوة مميزة، نظمت لجنة النقل والمرور بالنقابة العامة للمهندسين، تحت قيادة الدكتور المهندس أيمن الضبع ندوة بعنوان “تكنولوجيا النانو وهندسة المستقبل”، حيث كان الدكتور إبراهيم الشربيني، أستاذ التكنولوجيا والمدير المؤسس لبرنامج علوم النانو بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هو المتحدث الرئيسي، وقد أكد أن تقنية النانو ليست مجرد خيال علمي بل هي واقع يساهم في تغيير عالم النقل والمرور بشكل جذري حاليًا، وستكون لها أهمية كبيرة في تحسين مستوى الأمان وسرعة التنقل واستدامته، ومع التقدم المستمر قد تصبح المدن الذكية والمركبات المتطورة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية بفضل هذه التقنية الرائعة.

وأشار الشربيني إلى أن مفهوم النانو يعني أن المادة تصبح جزءًا من مليار جزء، وعندما تصل إلى هذا الحجم الدقيق تتغير خصائصها التقليدية بشكل كامل، مما يسمح باستخدامها لتطوير أجيال جديدة من المواد التي تتمتع بصفات مذهلة لم تكن موجودة سابقًا في المواد التقليدية.

استخدامات تكنولوجيا النانو

وأوضح الشربيني أن الدراسات الحديثة تسعى لتوظيف تكنولوجيا النانو لحل مشكلات متنوعة في قطاعات متعددة، فهي تمتد لتشمل مجالات عديدة مثل القطاع الطبي والصيدلي والهندسي وغيرها، مضيفًا: “الميزة الكبيرة للنانو تكنولوجي هي قدرتها على تقليل المسافات الزمنية للباحثين نظرًا للأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية، ومن الضروري أن نولي اهتمامنا لهذا الأمر في مصر لأن هذه التقنية قادرة على حل مشاكل معقدة بسرعة كبيرة”.

وأضاف: “تحتل تقنية النانو تكنولوجي مكانة رفيعة في حياة الشعوب المختلفة وتؤثر بشكل مباشر على التنمية المستدامة لكل المجتمعات، فهذه التقنية الواعدة تعد بمستقبل مشرق لجميع فروع العلوم والهندسة وستترك أثرًا عميقًا على كافة مجالات العلم والطب الحديث والاقتصاد العالمي وستؤدي إلى ثورة صناعية هائلة بالإضافة إلى التفوق في المجالات العسكرية واستكشاف الفضاء بواسطة مركبات نانوية صغيرة الحجم”.

وأشار الدكتور الشربيني إلى أن تكنولوجيا النانو تُعرف بأنها تقنية المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية الدقيقة أو المنمنمات الصغيرة، ومن غير الممكن أن يخلو مجال من مجالات الحياة البشرية من اعتماد هذه التقنية العظيمة التي تمثل مستقبل واعد لتحقيق قفزات نوعية عبر مختلف فروع العلوم حيث تسمح بالتلاعب بالمواد والأوساط مما يمكننا من إعادة تشكيل الحقائق وإنتاج كل ما يمكن تخيله.

وعن العلاقة بين تكنولوجيا النانو وقطاع النقل والمرور، أوضح أنها تسهم في جعل هياكل المركبات أخف وزنًا وأكثر مقاومة للتحديات المختلفة كما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلامة المرورية وإدارة حركة المرور عبر أجهزة استشعار دقيقة وأنظمة مراقبة متطورة.

واستعرض الشربيني خلال محاضرته طرق تحسين هياكل المركبات باستخدام مواد نانوية خفيفة الوزن وقوية حيث أشار إلى استخدام الأنابيب الكربونية النانوية وألواح الجرافين لصناعة هياكل السيارات والطائرات مما يجعلها أخف بنسبة تصل إلى 30% دون المساس بالقوة مما يؤدي بدوره إلى تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية بالإضافة إلى الطلاءات النانوية المقاومة للخدوش والتآكل والتي توفر حماية للمركبات ضد العوامل الجوية وتقلل الحاجة للصيانة الدورية.

كما تناول تطوير أنظمة الطاقة النظيفة عبر البطاريات النانوية فائقة السرعة التي تعتمد على الجسيمات النانوية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية مما يزيد سعتها التخزينية ويقلل زمن شحنها ليصبح دقائق بدلاً من ساعات وكذلك الوقود الأنظف الذي يتم تحسين احتراقه بإضافة المحفزات النانوية ما يقلل الانبعاثات الغازية السامة.

ولفت الأستاذ الدكتور إبراهيم الشربيني الانتباه أيضًا إلى تعزيز السلامة المرورية باستخدام الزجاج الذكي المضاد للانعكاس والضباب والذي يُطلى بمواد نانوية تمنع تكثف الماء أو انعكاس الأضواء ليلًا مما يُحسن رؤية السائقين إضافةً للإطارات الذكية ذاتية الإصلاح والتي تحتوي بعض الإطارات الحديثة على جسيمات نانوية تغلق الثقوب الصغيرة تلقائيًّا مما يقلل خطر الانفجار أثناء القيادة والمستشعرات النانوية للكشف عن الحوادث والتي تُدمج ضمن الطرق والمركبات لاكتشاف الحوادث أو انزلاق السيارة فوراً وإرسال تحذيرات للسائقين أو خدمات الطوارئ وشبكات الاستشعار لتنظيم حركة المرور حيث تُنشر أجهزة استشعار نانوية على الطرق لمراقبة الازدحام وتوجيه السائقين نحو المسارات الأفضل عبر أنظمة الملاحة الذكية.

وخلال المحاضرة تناول الشربيني مجموعة متنوعة من استخدامات تكنولوجيا النانو في مجالات مختلفة ومتعددة مستعيناً بعرض بعض الأفلام التعليمية لتوضيح المفاهيم بشكل أفضل وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على تنظيم المزيد من اللقاءات سواء داخل النقابة أو مقر جامعة زويل لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات.