في ذكرى وفاته.. أسرار مرض ورحيل أنور وجدي تكشف لأول مرة

في ذكرى وفاته.. أسرار مرض ورحيل أنور وجدي تكشف لأول مرة

يحل اليوم، الأربعاء، ذكرى وفاة الفنان الكبير أنور وجدي، الذي ترك بصمة واضحة في عالم الفن بأعماله المميزة التي أثرت الجمهور بشكل عميق.

وفي هذه المناسبة نستعرض أبرز محطاته الفنية البارزة.

أنور وجدي والفن

بدأ “أنور وجدي” مسيرته الفنية كهاوٍ في بعض الفرق الصغيرة، لكن حلمه كان يسعى للذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هوليوود عاصمة السينما العالمية.

قام “وجدي” بإقناع صديقين له بضرورة السفر معه، وفي بورسعيد تسلل الثلاثة إلى إحدى البواخر المسافرة إلا أنهم تعرضوا للاعتقال وإعادتهم مرة أخرى، وعندما علم والده برغبة ابنه في العمل بالسينما والسفر إلى هوليوود قام بطرده من المنزل.

على الساحة السينمائية، أسرت السينما قلب أنور وجدي، فأثرى الحركة الفنية العربية من خلال الكتابة والتمثيل والإخراج في العديد من الأفلام المميزة التي جعلت منه علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية على الرغم من رحلته الفنية القصيرة، ومن أبرز أفلامه: “ليلى بنت الفقراء”، و”ليلى بنت الأغنياء”، و”حبيب الروح”، و”بنت الأكابر”، و”قلبي دليلي”، و”غزل البنات”، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى الدويتو الشهير مع الطفلة فيروز التي تبقى مشاهدها وأغانيها من أبرز لقطات السينما المصرية خلال القرن العشرين

أنور وجدي وليلى مراد

تدور قصة حب النجمين أنور وجدي وليلى فوزي حول جدل واسع شهدته الخمسينيات، خاصة بعد انفصال وجدي عن ليلى مراد وانفصال “جميلة الجميلات” عن زوجها الفنان عزيز عثمان ليبدأ كل منهما مرحلة جديدة مع قصتهما الخاصة.

وفي تقرير نشرته مجلة “آخر ساعة” من فينسيا، بتاريخ 28 يوليو عام 1954 العدد 1031، تم الكشف عن سفر أنور وجدي وليلى فوزي لعقد قرانهما في باريس بالسفارة المصرية يوم 6 أغسطس القادم وهو اليوم التالي لانتهاء مدة العدة لليلى مراد وكان شاهدا العقد أحد موظفي السفارة.

وأشار التقرير إلى أن المهر سيكون خمسة وعشرين قرشًا فقط وسيقدم أنور مجموعة مجوهرات تشمل خاتمًا وقريطًا وبروشًا وساعة تقدر قيمتها بثلاثة آلاف جنيه.

أما هدية الزواج فتحدث أنور عن فيلم جديد سيقوم بإنتاجه بعد عودته لمصر بعنوان “العاشق الولهان”، حيث ستؤدي ليلى دور أميرة تنتمي لعائلة محمد علي بينما يمثل هو دور شاب فقير يحب الأميرة.

التقى أنور بجليلة لأول مرة عام 1943 عندما أسند إليه دور البطولة في فيلم “من الجاني”، وكانت هي تلعب تحت رقابة والدها الذي كان يرافقها دائمًا وقد دعاهم لتناول العشاء في منزله مظهراً رغبته الواضحة في الارتباط بها فرحبت والدتها به واستمر يتردد عليهم لمدة شهرين كخطوبة غير رسمية دون أن تتجاوز العلاقة أكثر من ضغط خفيف على يدها عند الحضور والانصراف بسبب وجود الأسرة جميعهم أثناء اللقاءات.

حدد موعدا للخطبة لكن الأسرة كانت تشك بأن أنور متقلب المزاج ولذلك أرسلت له رسالة تقول له إن ليلى صغيرة السن ولا يمكن تزويجها وتمكنت هي من الهرب من رقابة والدها والتقت به وأعلنت استعدادها للهروب معه لكنه خشي على مستقبله وطلب منها اعتبار الأمر قد انتهى خاصة وأن دخله آنذاك لم يكن يتجاوز سبعين جنيهًا شهريًا.

ويضيف أن الحظ ابتسم له بعد ذلك حيث حقق أرباحاً تزيد عن عشرة آلاف جنيه كما عرض عليه وقت واحد اثني عشر فيلمًا مثل إسماعيل يس آنذاك بينما أنتج هو فيلمه الأول “ليلى بنت الفقراء” وكانت ليلى مراد هي البطلة وتولى إخراجه المرحوم كمال سليم الذي توفي أثناء العمل فيه مما دفع أنور لأخذ زمام المبادرة كمخرج واستُكمل الفيلم لينتهي بالزواج ثم الطلاق كما هو معروف للجميع.

مرض أنور وجدي

كانت المحطة الفارقة في حياة الراحل أنور وجدي هي فترة مرضه الذي أدى إلى وفاته إذ كان يعاني من مرض وراثي نادر يصيب الكلى وهو ما تسبب بوفاة والده وشقيقاته الثلاث وهو مرض الكلية متعددة الكيسات وفي بداية الخمسينيات بدأ يشعر بأعراض المرض ولكنه كان يتجاهل تلك الأعراض حتى تعرض لأزمة صحية استدعت نصيحة الأطباء بالسفر إلى فرنسا لإجراء الفحوصات اللازمة إلا أنه للأسف لم يكن هناك علاج متاح لذلك المرض حينئذ.