
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الأربعاء، أن بلاده تسعى لبناء “أقوى جيش تقليدي في أوروبا”، مؤكدًا أن تعزيز قدرات الجيش الألماني يُعتبر “أولوية مطلقة” لحكومته، حيث جاء ذلك خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان الألماني، وقد لفت الانتباه إلى أن سنوات من الإهمال المالي للمؤسسة العسكرية قد انتهت، وأن الوقت قد حان لتصحيح المسار عبر تمويل ضخم وغير مسبوق.
في خطوة استراتيجية كبيرة، كشفت الحكومة الألمانية عن خطة استثمارية تمتد لعشر سنوات بقيمة تريليون دولار، تهدف إلى إعادة ترسيخ مكانة ألمانيا كقوة اقتصادية وعسكرية رائدة على مستوى العالم، ووفق ما تم الإعلان عنه، سيتم تخصيص حوالي 450 مليار دولار من هذا المبلغ لتعزيز الصناعات الدفاعية وبناء الجيش، بينما سيوجه 550 مليار دولار نحو تطوير البنية التحتية الحيوية داخل البلاد.
تأتي هذه الخطة الطموحة في ظل ظروف اقتصادية معقدة تواجهها ألمانيا، حيث تعاني البلاد من ركود اقتصادي للسنة الثالثة على التوالي، بالإضافة إلى الأعباء الناجمة عن دعم أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا.
تشير التقديرات إلى أن الخسائر الاقتصادية المباشرة نتيجة الحرب بلغت 280 مليار دولار، فضلًا عن إنفاق 40 مليار دولار كمساعدات عسكرية ومالية لكييف، إضافةً إلى إفلاس نحو 55 ألف شركة ألمانية منذ بداية النزاع. تُعتبر هذه الخطوة أيضًا بمثابة رد سياسي واقتصادي على التوترات التي شابت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي شهدت فرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية وتقليص مظلة الحماية الأمنية.
وأكد ميرتس في كلمته أن “ما نقوم به هو ما يتوقعه شركاؤنا منا”، مضيفًا أنهم يطالبون بذلك صراحةً، في إشارة إلى الضغط الغربي المتزايد على برلين للقيام بدور أكثر فاعلية في مجال الأمن الأوروبي. إن هذه التطورات تشير إلى تحول كبير في سياسة ألمانيا الدفاعية والاقتصادية مما يعكس رغبة قوية في تعزيز دورها القيادي في الساحة الدولية.
تعليقات