القمة العربية.. انطلاقة لمواجهة التحديات الراهنة ورسالة قوية للعالم

القمة العربية.. انطلاقة لمواجهة التحديات الراهنة ورسالة قوية للعالم

تنعقد القمة العربية الرابعة والثلاثون في العاصمة العراقية بغداد غدًا السبت، في وقت حاسم تمر به الأمة العربية، حيث تواجه دول المنطقة تحديات متعددة تشمل الأزمات السياسية والاقتصادية، والصراعات المسلحة، والتدخلات الإقليمية والدولية.

استضافة بغداد لهذا الحدث العربي الهام تعكس إرادة العراق في استعادة دوره القيادي بين الدول العربية، وتؤكد حضوره الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية.

أجمع خبراء سياسيون عرب في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على أن القمة العربية تنعقد في وقت مهم، لتشكل فرصة لتوحيد المواقف العربية وصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع التحديات الراهنة وتعزيز الاستقرار في المنطقة، مؤكدين أن قرارات القمة ومخرجاتها ستبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن الدول العربية قادرة على التكاتف وإعادة بناء منظومة إقليمية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

في هذا السياق، تقول الدكتورة تمارا حداد أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي الفلسطينية إن القمة تأتي في منعطف خطير تمر به منطقة الشرق الأوسط وسط توترات سياسية وجيواستراتيجية متزايدة، وفي ظل وضع إقليمي ودولي بالغ التعقيد، حيث ستركز القمة بشكل أساسي على مستجدات القضية الفلسطينية والتصعيد الخطير في قطاع غزة إلى جانب الجهود العربية لوقف النزاعات المستمرة في السودان واليمن وسوريا.

وأضافت تمارا حداد أن قضايا الأمن القومي العربي ستحتل الأولوية ضمن مناقشات القادة بهدف إيجاد رؤية عربية مشتركة لحل تلك القضايا ضمن إطار موقف موحد ومنسق بين الدول العربية بالإضافة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي العربي.

وتابعت “في ظل التحديات الحالية نحن بحاجة إلى جهد مكثف حتى تسفر القمة عن نتائج إيجابية نتطلع لتحقيقها حيث يأمل الجميع أن تخرج بنتائج ملموسة وتوافقات عملية تعكس تطلعات الشعوب العربية نحو الأمن والاستقرار والتنمية وتعيد الثقة بقدرة النظام العربي المشترك على إدارة الأزمات”.

وأشارت إلى أن هذه القمة تمثل فرصة استراتيجية لصياغة موقف عربي موحد يسمعه المجتمع الدولي ويعكس المبادئ والمصالح العربية ويدافع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين وذلك في ظل الاستقطابات الدولية القائمة.

من ناحيته أكد الدكتور عمرو حسين الباحث في العلاقات الدولية أهمية انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به المنطقة العربية مشيراً إلى تركيزها على عدد من القضايا الملحة أبرزها القضية الفلسطينية وسبل إنهاء الأزمات المستمرة في سوريا واليمن وليبيا إضافةً إلى قضايا الأمن الغذائي والطاقة ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك فضلاً عن بحث آليات مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية ومناقشة الأزمات الإنسانية التي تعاني منها بعض الدول العربية.

وأشار الدكتور عمرو حسين إلى أن هذه القمة تأتي بينما تواجه المنطقة تحديات متزايدة تشمل تصاعد النزاعات الإقليمية وتأثيرات التغير المناخي والأزمات الاقتصادية المتفاقمة موضحًا أنها تشكل فرصة لتوحيد المواقف وصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع هذه التحديات بفعالية.

وفيما يتعلق بالمأمول من هذه القمة شدد حسين على ضرورة اتخاذ قرارات عملية تسهم في تعزيز التضامن العربي وإيجاد حلول دائمة للأزمات الحالية داعيًا إلى تكثيف الجهود لتعزيز التكامل الاقتصادي ودعم المبادرات التنموية التي تسهم بدورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

وأكد أهمية دور هذه القمة في إيصال الصوت العربي إلى الساحة الدولية مشيرًا إلى أن القرارات والمواقف التي ستصدر عنها ستمثل رسالة موحدة تعبّر عن تطلعات وآمال الشعوب العربية وتسلط الضوء على قضاياهم الأساسية أمام المجتمع الدولي.

واختتم الدكتور عمرو حسين تصريحه بالتأكيد على ضرورة استمرار التنسيق العربي وتفعيل آليات العمل المشترك لتحقيق الأهداف المنشودة وتجاوز التحديات القائمة.

في السياق ذاته تقول هند الصنعاني الكاتبة الصحفية المغربية إن هذه السنة تشهد انعقاد القمة العربية وسط ظرفية إقليمية ودولية دقيقة تتسم بتحديات أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة مما يعكس الحاجة الماسة لتنظيم جهود عربية فعالة وقادرة على مواجهة تلك التحديات وتقديم مواقف موحدة تعبر عن تطلعات الشعوب خاصةً مع ما نشهده من صراعات مسلحة وتدخلات أجنبية وزيادة ظاهرة الإرهاب وأزمات اقتصادية متراكمة زادت حدتها بفعل تغير المناخ لذا فإن هذا الوضع يفرض علينا تعميق العمل العربي المشترك والابتعاد عن الحسابات الضيقة.

وأضافت الصنعاني أنه من المتوقع أن تركز النقاشات خلال القمة حول عدد من الموضوعات الجوهرية أبرزها القضية الفلسطينية نظرًا للتصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي المحتلة كما ستتناول الوضع الحالي المعقد في السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان فضلاً عن تناول قضايا التنمية الاقتصادية والتكامل العربي وأمن الطاقة والغذاء.

تابعت: “ما نأمله هو أن تكون هذه القمة محطة لإعادة الروح للمشروع العربي المشترك عبر مواقف عملية وقرارات قابلة للتنفيذ تعزز التضامن العربي وتفتح آفاق تعاون اقتصادي وتنموي حقيقي وتؤسس لمقاربات جماعية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية كما نتمنى تحقيق قدرٍ من التوافق بين الدول خصوصاً مع استفحال عدد من الملفات الحساسة التي تستوجب حلولاً جماعية متوازنة”

وأبرزت أنه بينما يشهد العالم تحولات استراتيجية كبرى يتطلب الأمر من الدول العربية الحديث بصوت موحد للدفاع عن مصالحها وقضاياها فتكمن أهمية هذه القمة فيما يمكن أن تقدمه من خطاب عربي واضح ومؤثر يُسمع عالميًا ويبرز مواقفنا تجاه العدالة وحقوق الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني مع التأكيد أيضًا على احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية. أما الدكتور محمد أمطيريد أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية الليبية فقد اعتبر أن انعقاد هذه القمة يأتي لحظة حرجة تستوجب مصارحة حقيقية فالوضع الحالي داخل غزة لم يعد يحتمل التأجيل أو البيانات الإنشائية إذ يُرتكب بحق الشعب الفلسطيني عدوان موصوف وعلى مرأى العالم بأسره.

وأضاف الأكاديمي الليبي إن انعقاد المؤتمر يأتي بينما ينزف السودان ويغرق اليمن بمعاناة مستمرة وسوريا بلا أفق واضح فيما تتسابق القوى الإقليمية والدولية لتوزيع النفوذ على حساب وحدة التراب العربي وسيادة دوله.

وأكد ضرورة تحول هذه القمة لنقطة انطلاق جديدة للعمل العربي المشترك مشددًا على أهمية التنسيق الفعال بين الدول حتى يتمكن الصوت العربي من الارتفاع بالمحافل الدولية ويتم إعادة بناء الموقف وفق أسس واضحة تحمي الأمن الوطني وتعزز دعم الشعوب المضطهدة وترفض كافة أشكال الهيمنة والتقسيم.

أما أستاذة العلوم السياسية الأردنية أريج جبر فرأت أن هذه الفرصة تعتبر بمثابة ملتقى عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية بغرض خلق شراكات عربية لمواجهة كافة التحديات الطارئة ومحاولة إيجاد فرص التعاون حول المسائل المشتركة.

Additionally, قالت إن القضية الفلسطينية ستكون العنوان البارز للقمة حيث ستركز النقاشات بشكل خاص حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وخاصة التطورات الأخيرة الحاصلة داخل قطاع غزة والحرب المفتوحة والعنيفة ضد المدنيين هناك واستمرار الاحتلال وما يصاحب ذلك من مواجهات دموية.

وذكرت أنه سيتم التركيز أيضًا على توحيد الجهود للضغط بشكل جماعي نحو الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب كما ستتناول أيضًا ما يحدث بالضفة الغربية بما فيها الاستيطان ومحاولات تغيير الحقائق التاريخية.

Notoed, c اضافة الى ذلك ستؤكد النتائج النهائية للقيمة الرفض الكامل للتهجير الفلسطيني والتوسع الإسرائيلي الذي يهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة. كذلك ستركز النقاشات أيضاً حول مكافحة الإرهاب خاصةً مع مساعي بعض التنظيمات الإرهابية للعودة مجددًا كما سيتم تناول موضوع تغير المناخ وما يواجهه العرب اليوم. أكدت الأكاديمية الأردنية أنه يجب اعتبار تلك القيمة محطة مفصلية لإعادة ترتيب الأولويات والعمل الجماعي الانتقال بالفعل السياسي الجماعي بدل ردود الفعل مما يعزز التضامن ودعم الحلول السياسية للأزمات القائمة بالسودان وليبيا واليمن وسوريا بشكل شامل.