في تطور مثير، أعلنت قائمة صنداي تايمز للأثرياء لعام 2025 أن ثروة الملك تشارلز الثالث قد ارتفعت إلى 640 مليون جنيه إسترليني، لتتساوى مع ثروة رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك وزوجته أكشاتا مورتي بعد انخفاض ثروتهما بنفس القيمة، مما يعكس تغييرات ملحوظة في المشهد المالي البريطاني.
وفقًا للتقرير، شهدت ثروة الملك البالغ من العمر 76 عامًا زيادة تقدر بنحو 30 مليون جنيه إسترليني خلال عام واحد، ليحتل بذلك المرتبة الـ238 بين أغنى الشخصيات والعائلات في بريطانيا، وتعتمد تقديرات الثروة على ممتلكاته الخاصة والتي تشمل محفظة استثمارية ورثها عن والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، بالإضافة إلى أملاكه في ساندرينجهام وبالمورال دون احتساب ممتلكات التاج الملكي.
وبذلك تتجاوز ثروة الملك تشارلز بشكل لافت ثروة الملكة إليزابيث الثانية عند وفاتها والتي قُدرت حينها بـ370 مليون جنيه، لكن تحقيقًا أجرته صحيفة الجارديان عام 2023 أشار إلى أن الثروة الفعلية للملك قد تقترب من ملياري جنيه إسترليني إذا تم الأخذ بعين الاعتبار مجموعاته من السيارات والطوابع النادرة والعقارات والاستثمارات والخيول والمجوهرات والأعمال الفنية.
في الجانب الآخر، شهدت ثروة سوناك ومورتي انخفاضًا بقيمة 11 مليون جنيه رغم استمرار الزوجين في أنشطتهما بعد مغادرة سوناك لمنصبه حيث التحق بوظيفة جزئية في جامعة ستانفورد وانضم إلى وكالة المحاضرين في واشنطن بينما أطلقت مورتي مؤسسة خيرية تركز على دعم مهارات الحساب وتبقى حصة مورتي في شركة “إنفوسيس” الهندية العملاقة المصدر الرئيسي لثروتهما.
تأتي هذه التطورات في سياق عام شهد تراجعًا ملحوظًا في أعداد المليارديرات المقيمين في المملكة المتحدة بعد أن ألغت الحكومة العمالية نظام “اللا-دوم” الذي كان يمنح امتيازات ضريبية للمقيمين الأثرياء من غير المواطنين.
بلغ عدد المليارديرات في بريطانيا هذا العام 156 فقط بانخفاض تسعة عن العام الماضي وهو أكبر تراجع تشهده القائمة منذ انطلاقها قبل 37 عامًا ومن بين المتضررين برز الملياردير سير جيم راتكليف مؤسس شركة “إينيوس” ومالك حصة في نادي مانشستر يونايتد حيث خسر نحو 6.4 مليار جنيه ليصبح سابع أغنى شخص بثروة تُقدّر بـ17 مليارًا.
قال روبرت واتس المسؤول عن إعداد القائمة إن “العدد الإجمالي للمليارديرات انخفض وكذلك القيمة المجمعة لثرواتهم”، مشيرًا إلى أن الانتقادات الموجهة للحكومة من قبل الأثرياء ازدادت حتى من قبل رواد التكنولوجيا والمشاريع العائلية العريقة داخل بريطانيا وهو ما يعكس حالة عدم الرضا السائدة بين الأثرياء.
عائلة “هندوجا” لا تزال تحتفظ بالصدارة بثروة قدرها 35.3 مليار جنيه تلاها ديفيد وسيمون روبن بثروة تبلغ 26.9 مليار جنيه ثم المستثمر لين بلافاتنيك بثروة تصل إلى 25.7 ملياراً ورغم الانخفاض الطفيف بنسبة 3% مقارنة بالعام الماضي أكد “مركز الرواتب المرتفعة” أن هذه الأرقام لا تغير من حقيقة أن أقلية صغيرة ما زالت تحتكر جزءًا متزايدًا من ثروة البلاد.
تعليقات