
تُعتبر الشواطئ في الأراضي المحتلة اليوم موطنًا لأسماك القرش، ففي الشهر الماضي، فقد رجلٌ حياته بعد أن اقترب كثيرًا من الشاطئ، وسط صراخ المارة الذين أصيبوا بالذعر ولم يتبقَ منه سوى عظامه، وفقًا لما أفاد به رجال الإنقاذ.
والآن، يطرح السباحون والسلطات وخبراء البيئة تساؤلات حول كيفية حدوث هذا الحدث الغير مسبوق في المياه المحيطة بالأراضي المحتلة، وما الذي يمكن فعله لتفادي وقوع أحداث مشابهة في المستقبل.
أوضحت إيرين نوريت كوهن، وهي غواصة محترفة وعضو في وحدة الغوص بوكالة زاكا للإنقاذ: “أسماك القرش لا تؤذي ولا تهاجم إلا إذا شعرت بالتهديد أو قام شخص ما باقتحام أراضيها”
وأضافت: “لقد مارست الغوص منذ عام 1982.. ورأيت العديد من أسماك القرش خلال حياتي – كانت مشاهدتها مثيرة وجميلة.. لكنها ليست خطيرة، وأؤكد مجددًا أنها ليست خطيرة”
وأكد كوهن، الذي كان جزءًا من الفريق الذي بحث عن رفات باراك تساش البالغ من العمر 45 عامًا وهو أب لأربعة أطفال، أن الأشخاص الذين زاروا الموقع الفريد لم يتصرفوا بالطريقة الصحيحة.
وأشار إلى أن “الناس كانوا يلمسونهم ويزعجونهم”، مضيفًا أن التغطية الإعلامية الأخيرة جذبت المزيد من الزوار إلى المنطقة.
بعد وقوع الهجوم المميت، قامت السلطات المحلية بتركيب أسوار معدنية تحمل لافتات تحذر من “الخطر”، كما تم سد الطريق المؤدي إلى المحمية الطبيعية المجاورة بحاجز إسمنتي.. ولكن بعد مرور أسبوعين أزيلت هذه الأسوار وعادت الحياة إلى طبيعتها على الشاطئ.
تُعتبر أسماك القرش حيوانات رائعة ومهيبة للغاية.. لكنها أيضًا مفترسة وقوية للغاية، وفي النهاية لا يتبع الكثير من الناس أفضل الممارسات عند التعامل معها كما أضاف.
كما هو الحال مع جميع الشواطئ غير الخاضعة للإشراف في إسرائيل، فإن الشاطئ الذي شهد الهجوم المميت محظور السباحة فيه – رغم أن هذا الحظر يُنتهك بشكل واسع النطاق.
قال لي ليفين، وهو باحث متخصص في أسماك القرش يراقب المنطقة منذ أربع سنوات: إن الدراسات الأولية أظهرت أن أسماك القرش تتجنب غالبًا الصراع المباشر مع البشر الذين يدخلون المياه
وتابع: “لكن لديك مساحة صغيرة جدًا حيث يظهر هذا الصراع بين الإنسان والحياة البرية على السطح في أوقات معينة من العام”
عادةً ما تظهر أسماك القرش – التي تشمل أنواعاً داكنة ورملية – بين شهري نوفمبر ومايو. ومع ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ يزيد من وجود أسماك القرش والنشاط البشري في المياه مما يستدعي ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامة الجميع.
تعليقات