
أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن التصريحات المتضاربة الصادرة عن الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب تمثل العائق الرئيسي أمام تقدم المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، معتبرًا أن هذه التصريحات تزيد من الغموض حول نوايا واشنطن الحقيقية، حيث أضاف أن هذه المواقف “تثير الشكوك حول جدية واستعداد الولايات المتحدة للانخراط في مسار دبلوماسي حقيقي”، مشددًا على أن طهران “ستواصل السعي لحماية مصالحها الشرعية ضمن إطار القانون والاتفاقيات الدولية”، رغم ما وصفه بـ”الضجة الإعلامية” التي تثار حول الموضوع.
جاءت تصريحات عراقجي في وقت تصاعد فيه التوتر بين الجانبين، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه تحذيرًا لطهران يدعوها فيه إلى “التحرك بسرعة” نحو إبرام اتفاق نووي جديد، محذرًا من أن “شيئًا سيئًا” قد يحدث إذا لم يتم ذلك. ومن جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب، وستستمر في الحوار مع واشنطن بشأن الملف النووي، مشيرًا إلى أن طهران لا تخشى من التهديدات التي “يخلطها الرئيس الأمريكي بدعوات للسلام”، حسب تعبيره.
كما أكد بزشكيان أن إيران “متمسكة بالخيار الدبلوماسي”، رغم تصعيد الخطاب الأمريكي الذي يحيط بالمفاوضات. وفي سياق آخر يتعلق بتطورات المفاوضات، شهد الأسبوع الماضي انعقاد الجولة الرابعة من المشاورات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بعد حوالي شهر على بدء هذه السلسلة من المباحثات. وتأتي هذه الجولة بعد انقطاع دام أسبوعين، وهي أطول فترة توقف منذ بدء الحوار الذي يتم بشكل غير مباشر تحت رعاية سلطنة عُمان.
وقد عُقدت الجولات الأولى والثالثة في العاصمة العُمانية مسقط يومي 12 و26 أبريل، بينما استضافت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية يوم 19 من الشهر نفسه. جاءت هذه التحركات بعد فترة جمود طويلة أعقبت رسالة وجهها ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي مطلع مارس والتي تضمنت اقتراحًا بإبرام اتفاق جديد مع تهديد ضمني باستخدام القوة العسكرية في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
ورغم انخراطها في الجولة الجديدة من الحوار، لا تزال إيران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأمريكي وتكتفي بالتفاوض عبر وسطاء. وحسب مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات غير المباشرة تتناول في جوهرها البرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى مسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران. إن هذا الوضع يعكس تعقيدات المشهد السياسي ويشير إلى أهمية الاستمرار في البحث عن حلول سلمية لهذه القضية الحساسة.
تعليقات