
شهدت منطقة غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، تصعيدًا خطيرًا حيث أسفر قصف إسرائيلي عنيف استهدف خيام النازحين الفلسطينيين عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، هذه الهجمات تأتي كجزء من سلسلة اعتداءات متواصلة يقوم بها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع.
ووفقًا لوسائل الإعلام الفلسطينية، فقد تعرضت منطقة المنتزه الإقليمي بالمواصي لثلاث غارات متتالية، حيث أُقيمت خيام لإيواء مئات العائلات التي هربت من القتال الدائر في مدينة رفح ومناطق شرق خان يونس، وقد أدت هذه الغارات إلى استشهاد أكثر من 20 شخصًا، بينهم نساء وأطفال.
كما قامت قوات الاحتلال بقصف خيمة أخرى بالقرب من مستشفى “الكويت التخصصي” الميداني في منطقة المواصي، مما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين على الأقل، وفي ظل هذا التصعيد أعلنت إدارة المستشفى عن توقف العمل في قسم العمليات الجراحية بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية جراء القصف، كما أوضح بيان المستشفى أن القصف أدى إلى تعطل مولدات الكهرباء ولوحة التحكم الرئيسية بالإضافة إلى أضرار طالت أقسام أخرى مما يهدد حياة المرضى ويعطل تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمنطقة.
أسفرت الغارات أيضًا عن اندلاع حرائق في عدد كبير من الخيام التي أصبحت متهالكة وغير صالحة للسكن، مما تسبب في إصابات وحالات اختناق بين السكان الذين لم يجدوا ملاذًا آمنًا من الاستهداف المتكرر لهم، وتأتي هذه المجزرة الجديدة وسط تحذيرات متكررة من منظمات إنسانية وطبية بأن استهداف النازحين والمرافق الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن حصيلة الشهداء يوم السبت فقط تجاوزت 90 شهيدًا في مختلف مناطق قطاع غزة حيث قُتل نحو 22 فلسطينيًا نتيجة غارتين جويتين على مدينة دير البلح وسط القطاع، وتزامن هذا التصعيد مع ما أعلنته إسرائيل الجمعة بشأن بدء “المرحلة التمهيدية” لعملية عسكرية جديدة تحمل اسم “عربات جدعون”، والتي بدأت بتنفيذ عمليات قصف مكثفة وتوغل محدود في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع بالإضافة إلى تنفيذ عمليات تفجير واسعة داخل البلدة.
تعليقات