
أعلنت كنيسة القديس مينا القبطية الأرثوذكسية في كندا عن اختيار الملحن السكندري أبانوب عبدالملاك لتدريس الألحان القبطية وتدريب الشمامسة داخل الكنيسة، وهو ما يُعتبر سابقة من نوعها، حيث يتمتع عبدالملاك بخبرة واسعة في تعلم وتعليم الألحان القبطية، بالإضافة إلى تطوير مناهج مدرسة الشمامسة.
في تصريحات خاصة لـ «إقرأ نيوز»، أوضح «عبدالملاك» أن الموسيقى والألحان القبطية المصرية بدأت تنتشر بشكل واسع، حيث انتقلت من كونها محلية إلى العالمية، بعدما بدأت من داخل جدران الكنائس المصرية لتصل إلى الكنائس القبطية في المهجر بأمريكا، حيث يتم تعليم وتدريب شمامسة من جنسيات متنوعة، كما تم إنشاء معهد للألحان القبطية داخل إيبارشية جنوب أمريكا.
وأضاف أنه بدأ دراسته في معهد القديس ديديموس للألحان القبطية بالقاهرة عام 2011، وهو المعهد الأول من نوعه على مستوى العالم، ومنذ عامين تم افتتاح فرع آخر له في ولاية كاليفورنيا، ونجح في اجتياز اختبارات القبول التي تقدم لها عدد كبير من الشباب، حيث تم قبول 12 طالبًا فقط من بين 100 متقدم، وهم الأكثر تميزًا وموهبة.
وأشار إلى أنه خلال دراسته التي استمرت 6 سنوات في المعهد، حصل على المركز الأول، لافتًا إلى أن عدد الألحان القبطية يصل إلى حوالي 1000 لحن، بعضها يعود لأصول فرعونية قديمة ويونانية، مما يجعلها تراثًا كنسيًا مصريًا عالميًا.
بعد تخرجه من المعهد، قام بتطوير مناهج مدارس الشمامسة لتناسب العصر الحديث وطرق التعليم الملائمة للأجيال الجديدة، حيث قام بترتيب وتقسيم المناهج الموسيقية القبطية ووضع منهاج لكل فئة عمرية، بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى التعليم الجامعي.
كما تم اختياره للتدريس في أول معهد للألحان القبطية بمدينة الإسكندرية، وهو معهد أريبصالين التابع للأنبا بافلي، حيث شارك في لجان تحكيم وامتحانات الألحان القبطية للطلبة، بالإضافة إلى أنه تم انتدابه من قبل البابا تواضروس للخدمة في الكنيسة القبطية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 2022، حيث قام بتعليم الجالية القبطية، وشارك في تأسيس معهد آساف للألحان القبطية بإيبارشية جنوب أمريكا، الذي يضم طلابًا من جميع أنحاء أمريكا وأوروبا وكندا، ويشرف على امتحانات الموسيقى القبطية للطلبة بالمعهد.
وأكد أن الألحان وموسيقى الكنيسة القبطية لم تعد محصورة داخل جدرانها في مصر فقط، بل انتشرت في أنحاء أمريكا وأوروبا وكندا.
من جانبه، أكد القمص رويس مرقس، الوكيل البابوي السابق في الإسكندرية، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد العظيم مارجرجس بغبريال بالإسكندرية، أن اختيار شاب سكندري لتدريس الألحان القبطية في كنائس المهجر يُعتبر إنجازًا كبيرًا، ويعكس أهمية دور الموسيقى والألحان خارج مصر، حيث يُعتبر خير سفير لمصر في بلاد المهجر.
وأضاف «القمص رويس» لـ «إقرأ نيوز» أن الألحان القبطية تمثل تراثًا تسبيحيًا حافظت عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأكثر من ألفي عام، وقد جرى تناقلها عبر العصور، لذلك سعت الكنيسة إلى إيجاد المُرَتلين، وغالبًا ما يكونون من المكفوفين نظرًا لقدرتهم على حفظ هذا الكم الكبير من الألحان، والتي تصل إلى حوالي 1000 لحن.
وأشار إلى أنه من الغريب أن الكنيسة نجحت في الحفاظ على هذه الألحان داخل صحنها المقدس لمدة 2000 عام، رغم عدم تدوينها موسيقيًا، وعدم توفر أجهزة التسجيل في ذلك الزمان، حيث اعتمدت على التقليد الشفاهي في حفظ الألحان.