أزمة 2000 طبيب أسنان: لماذا رفضت الدول العربية شهاداتهم غير المعترف بها دوليًا؟

أزمة 2000 طبيب أسنان: لماذا رفضت الدول العربية شهاداتهم غير المعترف بها دوليًا؟

يواجه أكثر من 2000 طبيب أسنان مصري أزمة حقيقية بعد أن رفضت بعض الدول العربية اعتماد شهاداتهم العليا، وذلك بسبب اختلاف مسميات التخصص العلمي في الماجستير، مما دفع الأطباء لتقديم شكاوى عاجلة إلى المجلس الأعلى للجامعات، مطالبين بتوحيد المسمى بما يتماشى مع المعايير الدولية.

في تصريحات خاصة، تحدث الدكتور عمرو محمد سمري، أخصائي طب الفم والأسنان، ماجستير الاستعاضة السنية المثبتة، لـ«إقرأ نيوز»، مشيرًا إلى أنه قبل عام 2021، كان الأطباء الحاصلون على ماجستير في الاستعاضة السنية من الجامعات المصرية يحصلون بسهولة على تراخيص العمل في الخارج، إلا أن هذا الوضع تغيّر مع بداية 2021، حيث بدأت بعض الجهات الصحية في الدول العربية برفض اعتماد الشهادات بسبب غياب التوحيد في مسمى التخصص.

وأضاف أن قسم طب الأسنان ينقسم إلى استعاضة سنية مثبتة وأخرى متحركة، موضحًا أن المشكلة تكمن في اختلاف كتابة المسمى الطبي، فعلى سبيل المثال، طبيب سمري تخصصه في الاستعاضة السنية المثبتة من جامعة القاهرة، بينما طبيب آخر يحمل نفس التخصص لكن بمسمى تيجان وكسور، مما يؤدي إلى تباين المسميات بين الأطباء.

متى بدأت الأزمة في الظهور؟

تابع سمري خلال حديثه لـ«إقرأ نيوز» أن هذه المشكلة لم تظهر حتى عام 2021، حيث كان بإمكان أي طبيب السفر إلى أي دولة عربية والعمل بها والحصول على تصريح مزاولة المهنة، ولكن مع بداية 2021، بدأت الدول العربية في دمج القسمين تحت مسمى عام هو استعاضة سنية، مما أدى إلى عدم وجود تمييز في التخصص، وبالتالي أصبح الاسم المستخرج للشهادة هو «استعاضة سنية» فقط دون تحديد نوع التخصص.

منذ عام 2021، بدأت الأزمة، وكان رد الجهات المعنية في الهيئات الصحية بالدول العربية هو الرفض، حيث اعتبرت أن المسمى غير كافٍ وجزئي من مسمى علمي عام، وأكد الدكتور عمرو أن الورق يتم رفضه بسبب عدم كفاية المسمى والمؤهلات الدراسية، ومنذ 2021 وحتى اليوم لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعالة، حيث تقدمنا بشكاوى إلى الجامعات ولكن لم نلقَ ردودًا إيجابية.

أزمة 2000 طبيب أسنان في مصر

قمنا بإنشاء مجموعات وتبين لنا أن حوالي 2000 طبيب يعانون من هذه الأزمة التي تمنعهم من العمل والاعتراف بشهاداتهم في الخارج، وتوجهنا إلى النقابة العامة لطب الأسنان حيث تحدثنا مع إيهاب هيكل، الذي أشار إلى أنه تواصل مع المجلس الأعلى للجامعات، ولكن لم يكن هناك أي رد.

بداية تطبيق الجامعات المسمى الجديد

أكد الدكتور سمري لـ«إقرأ نيوز» أن بعض الجامعات، سواء كانت خاصة أو حكومية، بدأت في تطبيق المسمى الجديد «استعاضة سنية» وبدأت بالفعل في تغيير اللائحة، أما بالنسبة للأطباء القدامى فلم يتم إصدار أي حلول تجاههم، وقد قدمنا شكوى إلى مجلس الجامعات ووزارة التعليم ولكن لم نجد الرد الكافي.

جامعة الأزهر أولى الجامعات

استجابت جامعة الأزهر لشكاوى الأطباء وتم تعديل المسمى المهني، حيث أشار سمري إلى أنه تم ذلك بعد تدريس ترم أو ترمين لطلاب الأزهر الحاصلين على الماجستير، ولكن لم يتم تطبيق القرار حتى الآن على الرغم من حداثته.

مجلس النواب يسجل الشكاوى

تقدم النائب الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة يطالب فيه الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لحل مشكلة عدم اعتماد شهادات الماجستير أو الدكتوراه في تخصص «الاستعاضة السنية» الصادرة من الجامعات المصرية في عدد من الدول العربية.

وتابع أبوالعلا أن الوقت ليس في صالح شبابنا وأن الحل الإداري بسيط ولكنه سيفتح أبواب الفرص والعمل والاستقرار، وأن الأطباء يستحقون الدعم، مشددًا على ضرورة تعديل اسم الشهادة ليتوافق مع المعايير الدولية بشكل عاجل، حماية لسمعة التعليم المصري بالخارج.

كما تقدمت الدكتورة راوية مختار، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، بشكوى، حيث أكدت أن زملاءها الأطباء الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه قد قاموا بتصعيد مشكلة مسميات شهادات الماجستير والدكتوراه في تخصص التركيبات السنية بكليات طب الأسنان إلى لجنة الصحة بمجلس النواب، وجاري متابعة الأمر بقيادة معالي رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب ووزير الصحة الأسبق الدكتور أشرف حاتم.