"تفاصيل جديدة في قضية مقتل فتاة البحر الأحمر: قرار قضائي مثير بعد إخفاء جثتها في حقيبة سفر"

تنعقد اليوم الثلاثاء جلسة النطق بالحكم في محكمة جنايات البحر الأحمر، تحت إشراف المستشار وليد محمد دنانة، وبمشاركة المستشارين أمجد وجيه وهبه، ومحمد صلاح حافظ، وأحمد محمد محيي الدين، وأمانة سر أشرف جعفر ومحمد الشاطر، وذلك في واحدة من أكثر الجرائم بشاعة التي شهدتها المحافظة مؤخرًا، والتي تُعرف إعلاميًا بـ«جريمة الحقيبة».
تتضمن القضية، التي تحمل الرقم 4974 جنايات سفاجا، ثمانية متهمين، بينهم زوجة ونجل المتهم الرئيسي، حيث تواجههم النيابة بتهم القتل العمد، التستر، إخفاء الجريمة، وحيازة مواد مخدرة، وقد كانت ضحية هذه الجريمة فتاة شابة تُدعى «ا. م. ف.»، والتي كانت تعمل في أحد الفنادق السياحية بالغردقة.
تعود تفاصيل القضية إلى نهاية العام الماضي، حينما نشبت مشادة كلامية بين المجني عليها والمتهم الأول، أحمد م. ع.، داخل أحد الكمبوندات المعروفة بكورنيش الغردقة، بسبب علاقة بينهما، حيث تطور الخلاف إلى شجار عنيف، استخدم فيه المتهم عصا بيسبول، واعتدى على الفتاة حتى فارقت الحياة متأثرة بإصابتها.
وفقًا لتحقيقات النيابة، قام المتهم بمحاولة التخلص من الجثة بطريقة مروعة، حيث اشترى حقيبة سفر من سوق البازارات بمنطقة الدهار بالغردقة، ووضع الجثة داخلها، ثم أخفاها في سيارته الملاكي لمدة يومين، قبل أن يتوجه بها إلى منطقة صحراوية بخليج أبوسوما شمال مدينة سفاجا، حيث دفن الحقيبة في الرمال بجوار الطريق، في محاولة منه لإخفاء معالم الجريمة.
اكتشاف الجثة والقبض على المتهمين
بعد يومين من الحادث، صادف أحد المواطنين مرورًا بالمنطقة، ولاحظ حقيبة مدفونة جزئيًا، فظن أنها تحتوي على مقتنيات ثمينة، وعند فتحها، فوجئ بوجود جثة فتاة داخلها، فأبلغ أجهزة الأمن.
انتقلت قوات الشرطة إلى الموقع، وتم إبلاغ النيابة العامة، ونُقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى سفاجا، وشُكّل فريق بحث من مباحث سفاجا لكشف ملابسات الجريمة، حيث تم تفريغ كاميرات المراقبة وجمع التحريات، مما أدى إلى تحديد هوية المتهم الرئيسي وضبط سيارته المستخدمة في نقل الجثة.
تفاصيل المتهمين
كشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسي لم يكن وحده، بل ساعده في التستر على الجريمة سبعة متهمين آخرين، بينهم زوجته وابنه، الذين كانوا على علم بما حدث، وساعدوه في محاولة طمس الأدلة، وتم القبض على ستة منهم، وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيقات، بينما لا يزال المتهم الثامن هاربًا وجارٍ ضبطه.
النيابة تطالب بأقصى العقوبة
خلال الجلسة السابقة، استمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة العامة، التي طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، مشيرة إلى أن المتهم الأول «تعامل مع جثة المجني عليها كأنها كيس قمامة، واحتفظ بها في حقيبة داخل سيارته لمدة يومين».
وأضافت النيابة أن هذه الجريمة تمثل «انتهاكًا صارخًا للإنسانية، وتجسد استهانة بشعة بحق الحياة والكرامة الآدمية».
اليوم موعد الحسم
من المقرر أن تصدر المحكمة حكمها اليوم الثلاثاء في القضية التي هزّت الرأي العام في مدينة الغردقة ومحافظة البحر الأحمر، وسط ترقب شديد من أهالي المجني عليها، والمجتمع في البحر الأحمر الذي صُدم من فظاعة الجريمة.