
عقدت وزارة الموارد المائية والري اجتماعًا في العاصمة الإدارية برئاسة الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، وحضور الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، بالإضافة إلى عدد من قيادات الوزارات والجهات المعنية، وذلك لمناقشة حالة المنظومة المائية في نطاق ترعة السويس، وضمان توفير الاحتياجات المائية على أكمل وجه لتشغيل محطات مياه الشرب، وخاصة محطة مياه السويس التي تغذي المدينة.
في بداية الاجتماع، أشار وزير الري إلى أن التعديات الموجودة على ترعة السويس تؤدي إلى زيادة كمية المياه المطلوبة، مما يفوق قدرة الترعة على تلبيتها، لذا يجب إزالة هذه التعديات، مؤكدًا على أهمية التنسيق المستمر بين جميع الجهات المعنية في الدولة لتحقيق الإدارة المثلى للمنظومة المائية بزمام الترعة، وتلبية الاحتياجات المائية لأغراض الري والشرب والصناعة، وذلك وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
استعرض سويلم خلال الاجتماع الموقف المائي بزمام الترعة، وحالة التعديات عليها، والإجراءات المتخذة من قبل الوزارة بالتعاون مع وزارة الزراعة والمحليات والأجهزة الأمنية للتعامل معها، كما تناول احتياجات المياه على الترعة وكميات المياه التي يتم ضخها لتلبية هذه الاحتياجات، مع الأخذ في الاعتبار قدرة القطاع المائي لترعة السويس وترعة الإسماعيلية المغذية لها.
كما تحدث وزير الري عن جهود الوزارة في تطوير المنظومة المائية بترعة السويس، والتي تتضمن تنفيذ أعمال تطهيرات وتكريك بشكل دوري، ومتابعة الالتزام بتطبيق المناوبات على الترعة، وإجراء حصر للمآخذ والفتحات المخالفة وإزالتها بالتنسيق مع أجهزة المحافظة.
وأشار سويلم إلى إغلاق نهايات المساقى الخصوصية على المصارف الزراعية، ومتابعة الأراضي الرملية التي تُروى بالغمر بالمخالفة، وضرورة عمل محاضر للمخالفات، بالإضافة إلى متابعة تشغيل محطات ترعة الشلوفة من خلال مصلحة الميكانيكا والكهرباء، والتنسيق مع المحافظة لإزالة ومصادرة ماكينات الري المخالفة، مع القيام بحملات متتالية لمتابعتها بعد الإزالة لمنع تكرار التعديات.
وأكد وزير الري على أهمية هذه الإجراءات لضمان إيصال المياه بالكميات المطلوبة للأراضي الزراعية ومحطات الشرب، مع تحقيق المناسيب اللازمة أمام مأخذ محطة مياه الشرب بنهاية الترعة، والتي تغذي مدينة السويس باحتياجاتها من مياه الشرب.
أضاف سويلم أنه يتابع بشكل شخصي وعلى مدار الساعة حالة المياه بالترعة، وخاصة مناسيب المياه أمام مأخذ محطة الشرب بالسويس، حيث يتم قياسها باستخدام منظومة التليمترى التابعة للوزارة، كما تقوم الوزارة بتطهير شبك الأعشاب أمام المأخذ لضمان عدم إعاقة المخلفات للمياه الداخلة للمحطة.
وأشار الوزير إلى دور روابط مستخدمي المياه والجمعيات الزراعية في متابعة تطهيرات المساقي الخصوصية، وتعريف المزارعين بجداول المناوبات وتطبيقها، بالإضافة إلى دعوة المواطنين والمزارعين في نطاق ترعة السويس لترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها، بما يتكامل مع جهود الدولة في هذا المجال.
وأوضح سويلم أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان قدرة ترعة السويس على تلبية الاحتياجات المائية المطلوبة، مشددًا على أهمية التنسيق بين وزارتي الري والزراعة ومحافظة السويس لتشجيع السيدات في نطاق الترعة على الاستفادة من ورد النيل بعد تجفيفه في صناعة مشغولات يدوية متميزة، وذلك في إطار “مبادرة تنمية مستدامة من قلب النيل” التي أطلقها مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري بالتعاون مع عدة جهات معنية.
من جانبه، أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على استمرار التنسيق بين وزارتي الزراعة والري في كافة الموضوعات المشتركة لدعم المزارعين، والتوعية بالاستغلال الأمثل لمياه الري، ورفع كفاءة استخدامها في مختلف المحافظات.
وأضاف وزير الزراعة أنه تم تشكيل لجنة تضم قطاعات مختلفة لمتابعة تحويل مساحات الأراضي الرملية بزمام ترعة السويس إلى نظم الري الحديث، بالتعاون مع وزارة الري نظرًا لدور الري الحديث في ترشيد استخدام المياه وزيادة الإنتاجية المحصولية وتحسين جودة المحاصيل.
وشدد فاروق على ضرورة إزالة كافة المخالفات الواقعة على الأراضي الزراعية بزمام ترعة السويس، واستمرار عمليات المتابعة والمرور الدائم، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين حتى إزالة هذه المخالفات والتحول إلى نظم الري الحديث.
حل جذري ومستدام
من جانبها، أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، على حرص الوزارة على تقديم الدعم والتنسيق اللازم لإيجاد حل جذري ومستدام لإنجاح المنظومة المائية في نطاق ترعة السويس، وتوفير مياه الشرب للمواطنين في مدينة السويس.
وأوضحت عوض أن الوزارة تتعاون بشكل مستمر مع الأجهزة التنفيذية بمحافظة السويس لإزالة أي تعديات على حرم الترعة، والتصدي بكل حزم لأي مخالفات زراعية أو ممارسات غير قانونية، مما يسهم في دعم جهود وزارة الموارد المائية والري وباقي الوزارات والجهات في توفير الاحتياجات المائية بكامل زمام الترعة وتشغيل محطات مياه الشرب.
كما أشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أنها ستقوم بمتابعة دورية مع محافظ السويس لملف إزالة أي تعديات، خاصة في ظل الموجة الحالية لإزالة التعديات والمخالفات بالمحافظات، والتي تنفذها الوزارة بالتعاون مع جميع المحافظات وقوات إنفاذ القانون.
أكد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات المعنية فيما يخص المنظومة المائية في نطاق ترعة السويس، مشيرًا إلى استعداد وزارة الإسكان لتقديم كل الدعم من خلال الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والشركة التابعة لها في محافظة السويس.
وأوضح وزير الإسكان أن التعديات على ترعة السويس تعد من أهم العوامل التي تؤثر على كميات المياه اللازمة لتشغيل محطة مياه الشرب بالسويس، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة المبذولة في ترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى تحقيق نجاح ملحوظ في تقليل الفواقد من المياه. خلال الاجتماع، أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، على حرص الهيئة على تعزيز دورها المجتمعي في منطقة القناة من خلال التنسيق مع مؤسسات الدولة المختلفة لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين في مدن القناة.
أوضح رئيس الهيئة أن محطة تنقية المياه التابعة لها في محافظة السويس تعمل بكفاءة عالية، حيث يتم إجراء أعمال الصيانة الدورية بجميع مراحل تنقية المياه بالمحطة، والتأكد من تزويدها بكافة المستلزمات المطلوبة، كما يتم تحليل المياه بدقة دورية لضمان مطابقتها للمواصفات الصحية.