بعد 14 عامًا من العزلة.. كيفية تحويل العملات عبر مصرف سوريا المركزي .. رسمياً سوريا تنفذ أول تحويل دولي

بعد 14 عامًا من العزلة.. كيفية تحويل العملات عبر مصرف سوريا المركزي .. رسمياً سوريا تنفذ أول تحويل دولي
مصرف سوريا المركزي

في خطوة مفصلية تعيد رسم خارطة الاقتصاد السوري، أعلن عبد القادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، عن تنفيذ أول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر شبكة سويفت، منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، مؤكدًا أن المعاملة الأولى جرت من بنك سوري إلى بنك إيطالي، وأن “الباب بات مفتوحًا لمزيد من المعاملات”.

عودة إلى النظام المالي العالمي

تمثل هذه الخطوة اختراقًا اقتصاديًا وسياسيًا كبيرًا بعد 14 عامًا من العزلة المصرفية التي فُرضت على دمشق، إثر العقوبات الغربية، والتي طوقت النظام المصرفي السوري وأخرجته تمامًا من منظومة التعاملات الدولية.

لكن الحدث الأهم لم يأتِ بعد: إذ أعلن الحصرية أن سوريا تتوقع تنفيذ أول معاملة مالية مع بنك أميركي “في غضون أسابيع”، وهي سابقة من نوعها قد تُعيد سوريا إلى قلب النظام المالي العالمي، وتفتح الباب لاستئناف مشاريع الإعمار والتمويل الخارجي.

لقاء تاريخي عبر الإنترنت.. وجذب للبنوك الأميركية

يوم الأربعاء الماضي، عقد الحصرية مؤتمرًا عبر الإنترنت جمع ممثلين عن البنوك التجارية السورية وعدد من البنوك الأميركية الكبرى، بمشاركة مبعوث واشنطن إلى سوريا، توماس باراك. ورغم عدم وضوح أسماء البنوك الحاضرة، إلا أن الدعوة وُجّهت إلى جيه.بي مورغان، مورغان ستانلي، سيتي بنك، في سابقة تكشف عن عمق التغير في الموقف الأميركي.

من الحرب إلى الانفتاح.. ماذا تغيّر؟

تأتي هذه التطورات عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الماضي رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك القيود التي فرضت على المعاملات المصرفية، وتمهيد الطريق لعودة دمشق إلى التعاملات الدولية.

بداية إعادة الإعمار؟

يُنظر إلى عودة سوريا إلى سويفت كمفتاح لاستئناف التمويل الدولي، والتعاملات المصرفية الكبرى، وهي أدوات ضرورية لانطلاق عملية إعادة الإعمار التي تأجلت سنوات، وسط اقتصاد منهك وارتفاع غير مسبوق في التضخم والبطالة.

كما أن استئناف المعاملات سيُسهم في تحجيم السوق السوداء والأنشطة النقدية غير الرسمية، مما ينعكس إيجابًا على استقرار الليرة السورية.